وَنَى في التَّصابي بعدَما كان شَمَّرا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وَنَى في التَّصابي بعدَما كان شَمَّرا | و قَصَّرَ في شأوِ الزَّمانِفأقصَرا |
و شابَ بلونِ الصُّبحِ ليلُ شَبابِه | فأصبحَ شتَّى الحُلَّتَيْنِ مُشَهَّرا |
و لا عادَ رَدُّ المُستَعارِ مُسلَّماً | و قُدِّمَ رَيعانُ الصِّباو تأخَّرا |
فلم يبقَ إلاّ الرَّاحُ بينَ كُؤوسِها | مُذاكَرَة ٌ كالرَّوْضِ جِيدَفأَزهَرا |
أحاديثُ لو يجتازُها نَفَسُ الصَّبا | تأَرَّجَ من أنفاسِهاو تعطَّرا |
و ساقية ٌ تَشدو فتُحسِنُ شَدوَها | و تَبسِمُ أحياناً فتحسُنُ مَنظرَا |
هجرتُ النُّدامى إذ بلوْتُ خِلالَهم | و نادَمْتُ كِسرى في الزُّجاجِ وقَيصَرا |
أُعرِّيهما طَوراًو طَوراً أراهُما | يَجُرَّانِ مصقولَ البنائقِ أحمرا |
فلو لم يكونا جَوْهَرَيْنِ كِلاهُما | نَفيسَينِ ما حَلاَّ من الكاسِ جَوهرا |
و هيَّجَ من وَجدي حنينُ ابنِ قينة ٍ | إذا استَنطَقَتْه بالأناملِ زمجَرا |
خَفيفٍإذا لاقاكَ في ذَهَبيَّة ٍ | مزَّنرَة ٍأرضاكَ مَرْأى ً ومَخبَرا |
بَراهُ صِناعُ القَلبِ والكّفِّ كلما | تَعذَّرَ مَعناه البديعُ تفكُّرا |
و ضَمَّتْهُ رَب المِرْطِ ينفُضُ جِسمُها | على جِسْمِهِ مِسْكاً ذكيّاً وعَنبرا |
فساقَ قلوبَ الشَّرْبِإذ حنَّغُلَّبا | و راقَ عيونَ البيضِ حينَ توقَّرا |
سأبعَثُ حَمْدي غازياً وَفْرَ سيِّدٍ | إذا ما غزاه الحمدُ عاد مظفَّرا |
كأنَّ ثَنَائي غِبَّ جَدواه مَرتَعٌ | تبسَّمَ غِبَّ السَّارياتِ ونَوَّرا |
قديمٌ على الأيَّامِ إنْ عُدَّ مَعْشَرٌ ؛ | حديثُ المعالي عند عادٍ وحِمْيَرا |
تسهَّلَ ليفي أحمدَ الشِّعرُ طائعاً | و لو رُمْتُه في غيرِه لتعذَّرا |
أطلْتُو ما استغرقتُ وصفَ خِلالِه | فرحتُ مُطيلاً في الثَّناءِ مُقَصِّرا |
أَأَحمدُإني بينَ قومٍ تبرَّؤوا | من العُرْفِ حتَّى قد حَسِبناهُ مُنكَرا |
إذا نزَلوا أبصرتُ للجهلِ نادياً ؛ | و إن رَحَلوا أبصرتُ للبُخلِ عسكَرا |
أقولُو قد عاينتُهم عَدَدَ الحَصى | عَدِمْتُكَ جيلاً ما أقلَّ وأكثَرا |
كأنَّكَ فيهِم شارقٌ في دِجِنَّة ِ | إذا أغبشتْ مُربَدَّة ُ اللَّونِ أسفَرا |
أتتْكَ القوافي الغُرّ تطلُبُ حاجة ً | جِزاؤُكَ فيها أن تُثابَ وتُشكَرا |
غرائبُلو نادَيْنَ في المَحْلِ عارضاً | أجابَو لو ناشدْنَ صخراً تَفجَّرا |
عَدَلْتَ عن النابي الكَهامِ بِحَلْيِها | و ألبسْتُهُ منك الحُسامَ المُذكَّرا |
فلا تَردُدِ العِقْدَ المُفَصَّلَ خائباً | بصدِّكَ عنه والرِّداءَ المُحبَّرا |