قضَى بوقوفِ الرَّكْبِ حَقَّ المواقِفِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قضَى بوقوفِ الرَّكْبِ حَقَّ المواقِفِ | فروَّى صَداها بالدُّموعِ الذَّوارِفِ |
رسومٌ كأنَّ الطَّرْفَ يَقرأُكلَّما | تأمَّلَهاآيَ الهَوى من صَحائفِ |
أباري بها دَمْعَ الحَياو هو ذَارِفٌ | و أخلُفُه في رَبْعِها غيرَ ذارِفِ |
و أَعْرِفُها لولا الذي فَعَلَ البِلَى | و أُنْكِرُها لولا نَسيمُ المَعارِفِ |
سقاكَ الهَوى صوبَ الدموعِ مُلاطِفاً | و أيُّ هوًى يَلقاكَ غيرَ مُلاطِفِ |
فلم تُنسِني الأيَّامُ فيكو قد دَجَت | سَوالفَ أيامٍ مَضَتْ كالسَّوالفِ |
و أخضرَ من وَشْي الحَدائقِ مُعْلَمٍ | تَجُرُّ عليه السُّحْبُ وَشْيَ المَطارِفِ |
إذا انصاتَ في قَرْنٍ من الشَّمْسِ ضاحكٍ | تَمايلَ في دَمْعٍ من المُزْنِ واكفِ |
و لابِسَة ٍ في كأسِها ثوبَ آمنٍ | جلاها علينا الماءُ في ثَوبِ خائفِ |
إذا رَعَفَتْ منها الأباريقُ خَيَّلَتْ | لأَعيُنِنا سِربَ الظِّباءِ الرَّواعفِ |
تمسَّكْتُ بالإنجيلِ لمَّا أباحَها | و خالفْتُ فيها نصَّ ما في المَصاحفِ |
أُرَدِّدُ لَحْظَ العَيْنِ بينَ شَمامسٍ | مُصَوَّرَة ٍ في كأسِها وأساقفِ |
فمِنْ بَيْنِ عارٍ لم يَنَلْ من ثيابِها | و مُلتَحِفٍ منها بحُمْرِ المَلاحفِ |
أَ أَطلُبُ إسعافَ الزَّمانِو قد ثَنى | إلى العاجزِ المأفونِ عَطْفَ مُساعفِ |
و آمُلُ أن يَجلو لذي اللُّبِّ بعدَما | ترَشَّفَهُ ذو الجَهْلِ حُلْوَ المَراشفِ |
إذا لم يكن للنَّقْصِ يَوماً بمُنْكِرٍ | فما هو للفَضْلِ المُبينِ بعَارِفِ |
سأمنَحُ حَلْيَ الشِّعْرِ صائِغَ حَلْيِه | و إن لم يَصُغْهُ لارتيادِ العَوارفِ |
ثناءًكأفوافِ الرِّياضِ يَشوبُه | عتابٌكأنفاسِ الرِّياحِ الضَّعائفِ |
تَرقرَقَ ماءُ الطَّبعِ في وَجَناتِه | تَرَقرُقَ إِفرِنْدِ السّيوفِ الرَّهائفِ |
أبا حسَنٍإنَّ المَكارِمَ جَمَّة ٌ | و أحسنُها إنصافُ خِلٍّ مُناصِفِ |
تناسَيْتَ وُدِّي من قديمٍ وحادِثٍ | و أغفَلْتَ شُكْري من تَليدٍ وطارفِ |
و أهملتَنيحتَّى تحيَّفَني العِدا | و كم ذُدْتَ عنّي الحَيْفَ من كلِّ حائفِ |
عصائبُ رَقَّ السِّترُ بيني وبينَهم | فمن ساترٍ ما في الضَّميرِ وكاشِفِ |
يَدِبُّونَ في لَيْلِ النِّفاقِ كأنَّهم | عَقارِبُ دَبَّتْ في دُجًى مُتَكاثِفِ |
إذا نَسَمَتْ ريحُ الصديقِ عليهِمُ | أَهَبُّوا عليها كلَّ نَكْباءَ عَاصِفِ |
و ما نَقَمُوا إلا مَقالَة َ مُعْلِنٍ | بأنَّ أبا السِّبْطَينِ خَيْرُ الخَلائفِ |
إذا شِئْتَ أن تُهدي لِغِلِّ صدورِهِمْ | فأَغْضِبْهُمُ يَبْدو كُمونُ الكثائفِ |
أَلستَ تَراهمإنْ رأَوا لك نِعمة ً | يَفيضونَ غَيْظاً من صدورٍ لواهفِ |
تَرى أَوجُهاً تَصفَرُّ حِقْداًكأنَّما | يُدافُ على أَبشارِها وَرْسُ رائفِ |
و خُزْرَ عُيونٍ لم تكنْ لَحَظاتُها | لتصدُرَ إلا عن قُلوبٍ رَواجفِ |
أَلَم تَرَنِي أقصرتُ غيرَ مُقَصِّرٍ | و أَعرَضْتُ عن أعراضِهِمْ غيرَ خائفِ |
و كيفَ يَبيعُ الحُرُّ عِرْضَ ابنِ حُرَّة ٍ | بأعراضِ أبناءِ الإِماءِ المَقارفِ |
أغَرَّكَ منهم ذو لسانٍ مُلاطِفٍ | و قلبٍلإفراطِ الغليلِمُسايفِ |
فأعطيتَهم مَدْحاً كزاهِرَة ِ الرُّبا | و وُدّاً كإيماضِ البروقِ الخَواطفِ |
و كنتَ جديراً أن تَحُثَّ إليهِمُ | قَواصِفَ لَفْظٍ كالرُّعودِ القَواصِفِ |
و تَسلَمَ عن أعراضِهِمْ بشوارِدٍ | مسوَّمَة ٍتُوهي صَفاة َ المُقارفِ |
فليسَ يكونُ المرءُ سِلْمَ صَديقِهِ | إذا لم يكنْ حربَ العدوِّ المُخالفِ |