حسبُ الأميرِ سماحٌ وَطَّدَ الحَسَبا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
حسبُ الأميرِ سماحٌ وَطَّدَ الحَسَبا | ورُتبة ٌ في المعالي فاتَتِ الرُّتَبا |
أعطَى فقالَ العُفاة ُ النازلون به | أنائلاً أنشأَتْ كفَّاه أم سُحُبا |
أَغرُّ لا يتحامَى قِرنَه بداً | حتى يرُدَّ غِرارَ السيفِ مُختَضَبا |
كاللَّيثِ لا يسلُبُ الأعداءَ بَزَّهُمُ | في الرَّوْعِ لكن تَرى أرواحَهم سَلَبا |
لا يعرفُ الغَدرَ ما ضُمَّتْ جوانِحُه | على الوفاءِولا يُبْقي إذا وَثَبا |
أمَّا عَدِيٌّفقد عدَّتْه سَيِّدَها | نجابة ًوهي تُدْعى السادة َ النُّجُبا |
أُسْدٌإذا حاولتْ أرضَ العِدا حملَتْ | على الكواهلِ أماً برة وأبا |
لما همَمْتَ بآثارٍ مجدَّدَة ٍ | حدوْتَ للحاسِدِ الأحزانَ والكُرَبا |
أنشأْتَه منزلاً في قلبِ دجلة َ لا | تمتاحُ جَنَّتُه الغُدرانَ والقُلُبا |
صفا الهواءُ به والماءُ فاشتَبَها | كأنَّ بينهما من رِقَّة ٍ نَسَبا |
وأصبحَ الغيثُ مخلوعَ العِذارِ بِه | فليسَ يَخلعُ أبرادَ الحَيا القُشُبا |
فَمِنْ جِنانٍ تُريكَ النَّوْرَ مُبتَسِماً | في غير إبَّانِهوالماءَ مُنسَكِبا |
ومن سَواقٍ على خضراءَ تَحسَبُها | مُخضرَّة َ البُسْطِ سَلُّوا فوقها القُضُبا |
كأَنَّ دُولابَهاإذ حَنَّمُغتَرِبٌ | نأَى فَحَنَّ إلى أوطانِه طَرَبا |
باكٍإذا عَقَّ الرَّوْضُ والدَه | من الغَمامِغدا فيه أباً حَدِبا |
مُشَمِّرٌ في مَسيرٍ ليسَ يُبْعِدُهُ | عن المحلِّولا يُهْدي له تَعَبا |
ما زالَ يطلُبُ رِفْدَ البحرِ مُجتَهِداً | للبَرِّ حتى ارتدى النُّوَّارَ والعُشُبا |
فالنخلُ من باسقٍ فيه وباسِقَة ٍ | يُضاحِكُ الطَّلْعَ في قُنْوانِهِ الرُّطَبا |
أضحَت شماريخُه في الجومُطلِعَة ً | إما ثُرَيَّاوإمَّا مِعْصَماً خُضِبَا |
تريك في الظِّلِّ عِقياناًفإن نَظَرَتْ | شمسُ النَّهارِ إليها خِلْتَها لَهَبا |
و الكَرْمُ مُشتَبكُ الأَفنانِ تُوسِعُنا | أجناسُه في تساوي شِرْبِها عَجَبا |
فكَرمة ٌ قَطَرَت أغصانُها سَبَجاً ؛ | و كرمة ٌ قطرتْ أغصانُها ذَهَبا |
كأنَّما الوَرَقُ المُخضَرُّ دونَهما | غيرانُ يكسوهُما من سُنْدُسٍ حُجُبا |
و الماءُ مُطَّرِدٌ فيه ومُنْعَرِجٌ | كأنَّما مُلِئَتْ حيَّاتُه رُعُبا |
و بركة ٌ ليس يُخْفي مَوجُ لُجَّتِها | من القَذى ما طفَا فيها وما رَسَبا |
تُسدي عليها الصَّبا بُرْداً فإن ركَدَتْ | رأيتَه دارسَ الأفوافِ مُستَلَبا |
قد كالَمتْ بنجومٍ للحَبابِ ضُحًى | فإن دَجا الليلُ عَادَتْ أنجُماً شُهُبا |
ترى الإوزَّ سُروباً في ملاعِبها | كما تأمَّلتَ في ديباجَة ٍ لَعِبا |
يَرِفُّ منه على أمواجِها زَهَرٌ | أربى على الزَّهْرِ حتى عاد مُكْتَئِبا |
مُسَلِّمٌو سباعُ الطَّيرِ حائمة ٌ | يخطَفْنَ ما طارَ في الآفاقِ أو سَرَبا |
كأنما الجارحُ المرهوبُ يَحذَرُه | فليسَ يُوفي عليه جارحٌ ذَهَبا |
و سهمُ فوَّارَة ٍ ما ارتَدَّ رائدُه | حتى أصابَ من العيُّوقِ ما طلَبا |
أوفى ولَمْ تَثْنِهِ حربُ الشَّمالِو قد | لاقَتْهفاعترَكا في الجوِّ واحترَبا |
كأنَّ بِركَتَه دِرْعٌ مُضاعَفَة ٌ | تُقِلُّ رُمحَ لُجَيْنٍ منه مُنتَصِبا |
و القصرُ يَبسِمُ في وَجهِ الضُّحى فترَى | وجهَ الضُّحى عندما أبدى لنا شَحَبا |
يبيتُ أعلاهُ بالجوزاءِ مُنتَطِقاً | و يَغتدي برداءِ الغَيمِ مُحتَجِبا |
تَطَأْمنَ نَحوَهُ الإيوانُ حينَ سَما | ذُلاًّ فكيف تُضاهي فارسُ العَرَبا |
إذا القصورُ إلى أربابِها انتسَبتْ | أضحى إلى القِمَّة ِ العَلياءِ مُنتَسِبا |
فَصِلْه لا وَصَلَتْكَ الحادثاتُو لا | زالَتْ سُعُودُكَ فيه تُنْفِذُ الحِقَبا |
بَرٌّ وبحرٌ وكُثبانٌ مُدَبَّجة ٌ | ترى النفوسُ الأماني بينها كَثَبَا |
و منزِلٌ لا تزالُ الدَّهرَعَقوتُه | جديدة َ الرَّوْضِ جَدَّ الغيثُ أو لَعِبا |
حصباؤُه لؤْلؤٌ نَثْرٌو تُربَتُه | مِسكٌ ذكيٌّفلو لم تَحمِه انتُهبا |
و كلُّ ناحية ٍ منه زَبَرْجَدَة ٌ | أجرى اللُّجَيْنُ عليها جدولاً سَرِبا |
فإنْ دعاكَ إليه ذِكْرُ مأدُبَة ٍ | فما نَشَأْتَو فيها للعُلى أدَبا |
و إن دعاكَ له ظِلٌّ فرُبَّ وَغى ً | جعلْتَ ظِلَّكَ منها السُّمرَ والعَذَبا |
لا تُكْذِبَنِّ فإني في مدائحِكم | مُصَدَّقُ القَوْلِلا أستحسِنُ الكَذِبا |
مَنْ رامَ في الشِّعرِ شأوي كَلَّ عنهو مَنْ | ناوَى أبا تغلِب في سُؤدُدٍ غُلِبا |