أَبالعُمْرِ خَيَّمَ أَم بالحَشاءِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَبالعُمْرِ خَيَّمَ أَم بالحَشاءِ | قريبٌإذا هجعَ الركْبُنائي |
ألمَّ وثوبُ الدُّجى مُخْلِقٌ | وثوبُ الصَّباحِ حديدُ الضِّياءِ |
يُضيءُ لنا الخَيْفَ إيماضُه | وليس ببرقٍ خفى من خَفاءِ |
وفاءٌ تصرَّمَ عن يَقْظَة ٍ | وكم يقظة ٍ عصَفَتْ بالوفاءِ |
تولَّتْ عهودُك محمودة ً | بقُرْبِ الوِصالِ وبُعدِ الجَفاءِ |
وأبقَت أسى ً ليس يَقضي الأُسى | عليه وداءٌ بعيدُ الدَّواءِ |
وشوقاً أكافحُهُ باللِّوى | مكافحة َ القِرنِ تحتَ اللِّواءِ |
وصبْراًإذا هَبَّ وَجْدُ الحَشا | تعلَّقْتُ منه بمثلِ الهَباء |
ومَن غَرَّه الدهرُ ألفيتَه | ذليلَ الدموعِعزيزَ العَزاءِ |
تجلَّى المشيبُ لتلك العيونِ | فبدَّلَهنَّ قَذى ً من جَلاءِ |
ورُبَّ زَمانٍ سحَبْنا به | رِداءَ البِطالَة ِ سَحبَ الرِّداءِ |
ومستسلماتٍ هززْنا لها | مَداري القِيانِ لسَفْكِ الدِّماءِ |
وقد نَظَمَ العِلجُ أجسامَها | مع الجُدْرِ نَظْمَ صفوفِ اللِّقاءِ |
نمُدُّ إليها أكُفَّ الرِّجالِ | فترجِعُ مثلَ أكُفِّ النِّساءِ |
وَ جَعْدُ المياهِإذا صافَحَت | جداولَه الريحُسَبْطُ الهواءِ |
غدَوْنا وأنوارُه كالبُرودِ | ورُحْنا وكُثبانُه كالمُلاءِ |
تُقابلُنا الوحشُ في روضَة ٍ | كما قابَلَتْكَ نُجومُ السَّماءِ |
فهل من سَبيل ٍإلى نشرِه | إذا ركضَت فيه خيلُ الرَّخاءِ |
وأقمارُه حينَ تُبدي له | محاسنُها الصُّبحَ سِلمُ المساءِ |
وتجديدُهُنَّ بجرِّ الذّيولِوحدوا المدام إذا ماونت رأى الغناء | وجرِّ الزِّقاقِ أديمَ الفَضاءِسقط بيت |
وتشتيتُنا شَمْلَ سِرْبِ الظَّبا | بمُدمَجة ٍ مثلِ سِربِ الظَّباءِ |
إذا ما طُلِبْنَفخيلُ السِّباقِ | وإمَّا طَلَبْنَ فسفْنَ النَّجاءِ |
وكم من خليلٍ رأى خُلَّتي | فصدَّ وكُنَّا خليلَي صَفاءِ |
وحمراءَ تُمزَجُ في خِدرِها | بماءِ الصَّبابة ِماءِ البَهاءِ |
تحذِّرُني أجَلي في السُّرى | وهل كنت آمِنَه في الثواءِ |
ومن عَجَبٍ أنَّ حِلفَ الفُسو | قِ حالَفه عَدَمُ الأنبياءِ |
سيُظْفِرُهُ بالمُنى زجرُه | إلى ابن المظفَّرِعِيسَ الرَّجاءِ |
دَعَوْنا مُفرِّقَ شمْل َاللُّهى | سماحاً وجامِعَ شَملِ الثَّناءِ |
بكَفٍّ تُرَقرِقُ ماءَ الحياة ِ | ووجهٍ يُرَقرِقُ ماءَ الحَياءِ |
نضا الكِبَرَ إلاّ على حاسدٍ | تُجاذِبُهُ حُلَّة ُ الكِبرياءِ |
وفازَ ولم يغْلُ في جَرْيِه | غَدَاة َ النِّضالِبسهمِ الغِلاءِ |
كأنَّ سَجاياه من نَشْرِها | وإشراقِها عَبَقٌ في ذَكاءِ |
له عَزَماتٌ تَفُلُّ السيوفَ | وتَسبِقُ بالفَوْتِ شأوَ القَضاءِ |
ومكرُمة ٌ لوغَدَتْ مُزنة ً | لأَيقنَ منها الثَّرى بالثَّراءِ |
نزلتُ بعَقْوَتِه مَنْزِلاً | خَصيبَ الجِنابِ رَحيبَ الفِناءِ |
أَهَبَّ لنا فيه ريحَ النَّدى | رَخاءً تخبِّرُنا بالرَّخاءِ |
أبِيٌّ تذِلُّ صُرُوفُ الزمانِ | لَدَيهفتنقادُ بعدَ الإباءِ |
وخِرْقٌ تخَرَّقَ في المكرُماتِ | فغطَّتْ يداه حِجَابَ العَطاءِ |
وثَبْتٌإذا ما اللَّيالي انبرَتْ | بريحٍ سمائمُها الجِرْبِياءِ |
كأنَّ الخطوبَإذا حاولَتْه | تَقَطَّرَ منها بقُطْرَي حِراءِ |
بَنَتْ مجدَه الغرُّ من يَعْرُبٍ | فآثرَ تشييدَ ذاكَ البِناءِ |
بَقِيتَ فكم لك من شيمَة ٍ | كسَوْتَ بها المجدَ ثَوْبَ البقاءِ |
ويومٍ تَوَرَّدُ فرسانُه | حياضَ الحُتوفِ ورودَ الظِّماءِ |
كأنَّ صوارِمَه في العَجاجِ | بوارِقُ تَصْدعُ حُجْبَ العَماءِ |
تراءى السوابغُ في حومَتَيْهِ | كما اضَّرَدَتْ شمأَلٌ في نِهاءِ |
كأنَّ الكُماة َ لإشراقِها | تَناهَبُ أعضاءَ شمسِ الضَّحاءِ |
أضاءَ لعينيكَفي نَقْعِه | سَنا المَشرفيَّة ِ نهجَ السَّنَاءِ |
وكنتَ إذا ما بلتْكَ العُلى | مَلِيّاً بتفريقِ شَمْلِ البَلاءِ |
فحلِّأبا أحمدٍ حِلية ً | مُخلَّدَة ً ما لَها من فَناءِ |
تُضرِّمُ غَيْظاً قلوبَ العِدى | وتملأُ بَرداً حَشا الأولياءِ |
دعوتُكَ والدهرُ مُسْتَليمٌ | يَشوبُ الشَّجاعة َ لي بالدَّهاءِ |
فكنتَ جديراً بفضلِ الغِنى | وكنتُ جديراً بفضلِ الغَناءِ |