لمَّا مضى يومُكَ في اللَّذاتِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لمَّا مضى يومُكَ في اللَّذاتِ | و في سرورٍ مُعْجِبِ الأوقاتِ |
و أقبلَ اللّيلُ على ميقاتِ | و نشر الغرْبُ المُمسَّكاتِ |
و مدَّ حتى صِرْنَ مُظْلِماتِ | قُمنا إلى الصيدِ بمُجلِباتِ |
مثلِ البدورِ الزُّهْرِ طالعاتِ | تخالُها بالتِّبرِ مُشْرَباتِ |
و سُرُجٍ كالشُّهبِ ذاكياتِ | بمُرعداتٍ وبمُبرقاتِ |
زاهرة ٍ كزاهرِ النباتِ | تُراعُ منهنّ َمها الفلاة ِ |
و أكلبٍ تستغرقُ الصِّفاتِ | ضوامرِ الأحشاءِ مُخطَفاتِ |
إلى دماءِ الصَّيْدِ صادياتِ | باسطَة ِ الآذانِ سابِغاتِ |
سواقطِ الأرجاءِ ساكناتِ | بلؤلؤِ الطَّلِّ مُقرَّطاتِ |
فعَنَّ من سِربٍ ومن ظَباتِ | مشتبِهِ التيجانِ والشِّياتِ |
ترى الرَّوامجَ مصندَلاتِ | قد جلَّلَتْهنَّ مفرِّجاتِ |
عن يققِ البطونِ واللَّبّاتِ | و زُيِّنَتْ منها ذُرى الهاماتِ |
فطُوِّقَت من شِبَعٍ طاقاتِ | فلم تزل تنظُرُ حائراتِ |
راسفة ً رسْفَ المقيَّداتِ | قد عَمِيتْ عن سُبُلِ النَّجاة ِ |
ثمَّتَ صافحنا المُجَنَّباتِ | نحورُها كَثَلَّة ِ الرُّعاة ِ |
حتى إذا لاح الصباحُ الآتي | و نشرَ الشرقُ مُعصفَراتِ |
تَنْقَضُّ حتى صِرْنَ مُذْهَباتِ | قُمنا بها بيضاً مجرَّداتِ |
تَحسِبُها العينُ مفَضَّضاتِ | فعُدْنَ منهنَّ مخضَّباتِ |
و ارتفعتْ قدورُنا اللواتي | تعتامُ في الخِصبِ وفي الأَزْماتِ |
ترى بناتِ الماءِ غالياتِ | مشرفة ً منها على الحافاتِ |
مثلَ كبارِ الراءِ طافياتِ | فهي وما فيها من الأقواتِ |
للضيفِ والجيرانِ والجاراتِ |