عُوجا على ذاك الكثيبِ من كَثَبْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عُوجا على ذاك الكثيبِ من كَثَبْ | فَكَمْ لنا في رَبْوَتَيْهِ من أَرَبْ |
ما عَنَّ للعينِ به سِرْبُ مَهًا | إلا جرى من جَفنِها دمعٌ سَرَبْ |
سِرْنَ فقد عُوِّضَ قلبي طَرَباً | للحُزنِ من فَرْطِ السرورِ والطَّرَبْ |
و احتجبَتْ في كِلَلِ الرَّقْمِ دمًى | تَأنَقُ أثناءَ الحِجالِ والحُجُبْ |
جُدْنَ بأجيادٍ تحلِّيها النَّوى | فرائداً من دمعِ عينٍ مُنسَكِبْ |
صواعدُ الأنفاسِ أَبْقَتْ نَفَساً | في صُعُدٍ منا ودمعاً في حَبَبْ |
و مُخطَفٍ يهتزُّ من ماءِ الصِّبا | كأنما يهتزُّ عن ماءِ العِنَبْ |
قامَ وسُوقُ اللَّهوِ قد قامَ به | يَنخُبُ أقداحَ النَّدامى بالنُّخَبْ |
و يمزُجُ الكأسَ بعَذْبٍ ريقُه | حتى تبدَّى الصُّبحُ مُبيضَّ العَذَبْ |
وَجْدِي به وَجْدُ الأميرِ أحمدٍ | بجَمْعِ حَمْدٍأو بتقريقِ نَشَبْ |
أغرُّ رَدَّ الجُودَ وَعْداً صادقاً | من بعدِ ما كان غُروراً وكَذِبْ |
يستمطرُ البِيضَ دماًو تارة ً | يُمْطِرُ راجيه ذِهاباً من ذَهَب |
كالعارضِ انهلَّ رَواءً ديمة ً | و بَرقُهُ بادي الحريقِ مُلتهِبْ |
مُغرى ً بسمرِ الخَطِّ لا سُمرِ المَها | بأساًو بِيضِ الهِندِ لا بِيضِ العَرَبْ |
يُريه أعلى الرأيِ حَزْمٌ كامنٌ | فيه كُمونَ الموتِ في حَدِّ القُضُبْ |
حَسْبُ بني حمدانَ مجْداً أنهم | أبناءُ محمودِ السَّماحِ والحَسَبْ |
أُسْدٌ إذا ما سلَبَت أُسْدَ الوَغى | أنفسَهاعاقت نَفيساتِ السَّلَبْ |
كم حاسدٍ رَحْبِ الفِناءِ ضَيَّقَتْ | عليه أسيافُ الأميرِ ما رَحُبْ |
و حامدٍ يسحَبُ ذيلَ نِعمَة ٍ | أعمَّ من ذيلِ السَّحابِ المُنسَحِبْ |
حنَّ إلى أرضِ العِراقِ فامتطَى | مطيّة ً تسبَحُ في اللُّجِّ اللَّجِبْ |
ناحية ً تَرجو النَّجاة َ تارة ً | بِسَيْرِهاو تارة ً تخشى العَطَبْ |
إذا المطايا قَوَّمَتْ رؤوسَها | لتهتدي قَوَّمَ هاديها الذَّنَبْ |
ركائبٌ إن عرَّستْ لم تسترحْ | و إن سرَت لم تشكُ إفراطَ التَّعَب |
كأنما في الماءِ ظمآنٌفلا | ينقَع رقراقُ السَّرابِ المُنسرب |
كأنما نَحُلُّ منها أوطُناً | و نحْنُ للسيرِ الحثيثِ في دَأَب |
و لم يزُرْ بغدادَ حتى إنَّها | بحرُ ندى ً يحيا به روضُ الأَدب |
كأنَّنالما بدَتْ رِباعُها | أسْرَى أحسُّوا بفِكاكٍ مُقتَرِب |
عُدْنا بمُبْيضِّ الصِّلاتِ في الرَّضا | منه ومُحمَرِّ الظُّباة ِ في الغَضَب |
أثْرى من المجدِفأبقى سعيُه | مآثراً تبقَى على مَرِّ الحِقَب |
فراحَ راجيهو قد نالَ المُنى | بنائلٍ فلَّلَ أنياب النُّوَب |
و راح من وشْي الثَّناءِ كاسياً | يخطِرُ في أثناءِ أبرادٍ قُشُب |