بَلاني الحبُّ فيكَ بما بَلاني
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
بَلاني الحبُّ فيكَ بما بَلاني | فشاني أن تَفيضَ غُروبُ شاني |
أَبِيتُ اللَّيلَ مُرتَفِقاًأُناجي | بصِدقِ الوَجْدِ كاذبة َ الأماني |
فتَشهَدُ لي على الأَرَقِ الثُّرَيَّا | و يَعْلمُ ما أُجِنُّ الفَرقدانِ |
إذا دَنَتِ الخِيامُ بهِمْفأهلاً | بذاكَ الخِيمِ والخِيَمِ الدَّواني |
فبينَ سُجوفِها أقمارُ تَمٍّ | و بينَ عِمادِها أغصانُ بانِ |
و مُذهَبَة ِ الخُدودِ بجُلَّنارِ | مُفَضَّضَة ِ الثُّغورِ بأُقحوانِ |
سَقانا اللّهُ من رَيَّاكِ رَيّاً | و حَيَّانا بأوجُهِكِ الحِسانِ |
ستُصرِفُ طاعتي عن مَنْ نَهاني | دموعٌ فيكَ تَلْحى من لَحاني |
و لم أجهَلْ نصيحتَهو لكنْ | جنونُ الحُبِّ أحلى في جِناني |
فيا وَلَعَ العواذلِ خَلِّ عنّي ؛ | و يا كَفَّ الغَرامِ خُذي عِناني |
و صائِنَة ٍ ببُرقُعِها جَمالاً | يروحُ له الهَوى ربَّ الصِّيانِ |
إذا أَفْنَتْ سَجايا الخَصْرِ منها | ذَمَمتُ لها سَجايا الخَيزُرانِ |
تُراوِجُني بأرواحِ الأغاني | و تصحَبُني بأرواحِ الدِّنانِ |
على رَوْضٍ كأنَّ صَباه بُلَّتْ | غَلائِلُها بماءِ الزَّعْفَرانِ |
تُعَنُّ رياحُهُ حَسرَىو يَجري | جَموحُ المُزْنِ فيه بلا اعِتنانِ |
كأنَّ يدَ الأميرِ دَنَتْ إليه | بأوطَفَ من سجالِ العُرْفِ دَانِ |
فَتى ً حُلوُ النَّوالِإذا استُمِيحَتْ | أنامِلُ كَفِّهمُرُّ الطِّعانِ |
نَزورُ فِناءَهُ عُصَباًفنأوي | إلى الجُنَنِ السَّوابِغِ والجِنانِ |
تَخرَّقَ في ابتذالِ الوَفْرِحتَّى | توهَّمْناه مخروقَ البَنانِ |
و راحَو كَنزُهُ جُرْدُ المَذَاكي | و أطرافُ المُثَقَّفَة ِ اللِّدانِ |
مُنادَمَة ُ القَنا أحلى لَدَيْهِ | و أعظمُ من مُناَدَمَة ِ القِيانِ |
فَقُلْ لعَدُوِّهِيَكفيكَ منه | سَماعُكَ بالرَّدَى دونَ العِيانِ |
فَرُزْتَ الأُفعُوانَ الصِّلِّ جَهْلاً | فكيفَ وجدْتَ نابَ الأُفْعُوانِ |
بسطْتَ على الزَّمانِ يديفأضحى | و ليسَ له بما فَعَلَتْ يَدانِ |
و كنتُ أروضُ من دَهْري أماناً | فعادَ الدَّهرُ يسألُني أماني |
بسَيْفٍ حينَ يُنْدَبُ من سيوفٍ | و رَعْنٍ حينَ يُنْسَبُ من رِعانِ |
و إذ هو كاليَماني العَضْبِ يَسطُو | فيَنْقَعُ غُلَّة َ العَضْبِ اليَماني |
يُجَرِّدُهُ كبرقِ الثَّغْرِ صافٍ | و يُغْمِدُه كوَرْدِ الخَدِّ قَانِي |
كأنَّ الضَّرْبَ عَوَّضَ شَفْرَتَيْهِ | بماءِ الطَّبعِماءَ الأُرجُوانِ |
أَتغلِبُقد حَلَلْتِ به مكاناً | يُريكِ النَّجمَ مُنْخَفِضَ المَكانِ |
فَضُلتِ بِفَضْلِهِ يَومَ العَطايا | و فُزْتِ بسَبْقِه يَوْمَ الرِّهانِ |
و قَصَّرَ شَأْوَ مَنْ يَرْجو مَداه | عِقالَ العَجْزِأو قَيْدُ الحِرانِ |
هِجانُ المَدْحِ يَطلُبُه هَجينٌ | و هل بلغَ الهَجينُ مَدى الهِجانِ |
أبا الهَيْجاءِ عِشْتَ قريرَ عَيْنٍ | سَليمَ العَيْشِ من نُوَبِ الزَّمانِ |
و لازالَتْ رِباعُكَ مُخْصِباتٍ | قَريباتِ الجَنى من كلِّ حانِ |
يُغَنِّي الغَيْثُ كالنَّشوانِ فيها | و يَعْثُرُ بينَ هَاتيكَ المَغاني |
و إنْ أعرَضْتَ عن تَعْريضِ شُكْرٍ | أُثَوِّبُ فيه تَثويبَ الأَذانِ |
بناسٍ منك يُخْبِرُ عنه أني | ظَمِئْتُو في يَدَيْكَ المِرزَمانِ |
أوانَ تَحامَتِ الأيامُ سِلْمي | و عُدْنَ عليَّ بالحَرْبِ العَوانِ |
و عَضَّ السَّيفُ منّي كُلَّ عُضْوٍ | جَديرٍ بالكَرامَة ِ لا الهَوانِ |
و أَلبَسَني القَنا حُلَلاً تَلاقَتْ | عليَّ تَهُزُّ أهداباً قَواني |
لقد عَلِمَتْ صُروفُ الدَّهْرِ ما اسمي | بعَتْبِكَو اطَّلَعْنَ على مَكاني |
فلستُ لغيرِ حادثة ٍ نآدٍ | و هَلْ كُرَة ٌ لغَيْرِ الصَّولَجانِ |
لعَلَّ الدَّهْرَ يُسْعِفُني بِعَطْفٍ | يُعيدُ عليَّ عَطْفاً في لَيَانِ |
و يُصبحُ بِشْرُكَ المحجوبُ عَنِّي | يُبَشِّرُني بِسَعْدِ إِضحِيانِ |
و كَفٌّ منك شَاعِرَة ُ العَطايا | تُعَلِّمُني دَقيقاتِ المَعاني |
رِضاكَ العيشُ يَعذُبُ مُجتَناه | و سُخْطُكَ عاجلُ الحَيْنِ المُداني |
إذا تُرِكَ الشُّجاعُ بِغَيْرِ قَلْبٍ | فكَيفَ يَكُونُ في قلبِ الجَبانِ |
يُشَرَّدُ نَومُه عن مُقلَتَيْهِ | و لو حَرَصَتْ عليه المُقلَتانِ |
تَهَذَّبَ في الثَّناءِ عليك فِكْري | و رَقَّتْ فيه حَاشِيَتا لِساني |
و لو نَطَقَ الحَديدُ لَنابَ عنّي | ذُبابُ السَّيفِ أو حَدُّ السِّنانِ |