شَفاه قُرباً وقد أشفَى على العطَبِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
شَفاه قُرباً وقد أشفَى على العطَبِ | خيَالُ نائية ٍ حيَّاهُ من كَثَبِ |
ألمَّ يُتحِفُهُ بالوَرْدِ من خَفَرٍ | في وجنتَيْهِو بالصَّهباءِ من شَنَبِ |
فباتَ عذبَ الرِّضا والظَّلمِ ليلتَه | و ربما باتَ مُرَّ الظُّلمِ والغَضَبِ |
إذا تجلَّى جلا الخدَّينِ في خَفَرٍ | و إن تثنَّى ثَنى العِطْفَينِ من تَعَبِ |
و كيفَ بالجِدِّ منهاو هي لاعبة ٌ | تُهدي إلى الصبِّ جِدَّ الشوقِ في اللَّعِبِ |
تعرَّضَت ليَ في بيضِ السوالفِ لا | يُسلِفنَ وعداًو لا يُقْرَفْنَ بالرِّيَبِ |
من بارزٍبحِجابِ الصَّونِ مُحتَجِبٍ | و سافرٍ بنِقابِ الوَرْدِ مُنتَقِبِ |
حتى كأنَّ سُجُوفَ الرَّقْمِ ضاحية ً | تكشَّفَت عن دُمًى منهن أو لُعَبِ |
هلاّ ونحنُ على كُثْبِ اللِّوى اعترَضَت | تلك المحاسنُ من قُضبٍ ومن كُثُبِ |
أيامَ لي في الهَوى العُذريِّ مأرُبة ً | و ليسَ لي في هوى العُذَّالِ من أَرَبِ |
سقى الغمامُ رُباهَا دمعَ مُبتَسمٍ | و كم سقاها التَّصابي دمعَ مُكتَئِبِ |
و لو حَمدْتُ بها الأيامَ قلتُسقَى | ربوعَها أحمدُ المحمودُ في النُّوَبِ |
سأبعثُ الحمدَ مَوشِيّاً سبايبُه | إلى الأميرِ صحيحاً غيرَ مُؤتَشِبِ |
إنَّ المدائحَ لا تُهدى لناقِدها | إلا وألفاظُها أصفى من الذَّهَبِ |
كم رُضتُ بالفِكْرِ منها روضة ً أُنُفاً | تفتَّحَ الزَّهْرُ منها عن جَنَى الأدبِ |
إذا الرجا هَزَّ أرواحَ الكلامِ بها | أتتك أحسنَ من مُهتزَّة ِ القَصَبِ |
لَفظٌ يروحُ له الرَّيحانُ مُطَّرِحاً | إذا جعلناه رَيحاناً على النُّخَبِ |
أما تَراه أبا العَبَّاسِ مُعتَرِضاً | على السُّها ويَدي تجنيهِ من قُرُبِ |
خُطى المكارمِ فردُ الحسنِ مُغترباً | يلوذُ منه بفَردِ الجودِ مُقترِبِ |
مُقسَّمٌ بين نَفْسٍ حُرَّة ٍ ويَدٍ | مقابلٌ بينَ أمٍّ بَرَّة ٍ وأبِ |
مِصباحُ خَطبٍ له في كُلِّ مُظلِمَة ٍ | صُبحٌ من العِزِّ أو صبحٌ من الحسَبِ |
إذا بلَوْنا عَدِيّاً يومَ عادية ٍ | كانت ضرائبُها أحلى من الضَّربِ |
قَومٌ همُ البيضُ أفعالاًإذا اطَّرَدَتْ | جداوِلُ البِيضِ في غابِ القَنا الأشِبِ |
راحَ الصِّيامُفولَّى عنك مُنقَضِباً | ورحتَ عنه بأجرٍ غيرِ مُنقَضِبِ |
فعادَ فِطرُكَ في نَعماءَ سابغة ٍ | و في سُعودٍ إليها ساقة ُ الحِقَبِ |
أتاكَ والجوُّ يُجلى في مُمَسَّكة ٍ | و الأرضُ تختالُ في أبرادِها القُشُبِ |
إذا ألحَّ حُسامُ البَرقِ مُؤتَلِقاً | في الرَّوضِ جَدَّ خطيبُ الرَّعدِ في الخُطَبِ |
فللخمائلِ بُسطٌ غيرُ زائلة ٍ | و للسَّحائبِ ظِلٌّ غيرُ مُستَلَبِ |
تَمَلَّها يا ابْنَ نَصرٍفهي سيفُ وغى ً | ماضي الظُّبا وشِهابٌ ساطعُ اللَّهَبِ |
تَسريفتخفُقُ أحشاءُ العدوِّ لها | كأنها راية ٌ خفّاقة ُ العَذَبِ |
تكادُ تَبرُقُ لو أن الثناءَ له | كتيبة ٌ برَقت من قَبلُ في الكُتُبِ |
فلو هتَفتَ بها في يومِ مَلحَمة ٍ | قامت مَقامَ القَنا والبِيضِ واليَلَبِ |