حِمى الأَميرِ أمانُ الخائفِ الوَجِلِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حِمى الأَميرِ أمانُ الخائفِ الوَجِلِ | و راحتاه حياة ُ السَّهلِ والجَبلِ |
هُوَ الجوادُ الذي لولا مكَارمُه | لم يُعرَفِ الجُودُ في الدنيا ولم يُنَلِ |
يا أوسعَ الناسِ صَدراً يومَ مَلحَمة ٍ | و أضربَ الناسِ فيها هامة َ البَطلِ |
فُصِدتَ والسعدُ في أعلى مطالِعه | مُقابلٌ منك سَعداً غيرَ مُنتقِلِ |
يدُ السَّماحِ جَرى منها سَحَابُ دمٍ | و كم لها من سَحابٍ في النَّدى خَضِلِ |
مُورَّدُ السَّيلِ يُضحي من تَنسُّمِه | لطيبِه عن جَنِيِّ الوَردِ في شُغُلِ |
كأنَّما خاضَتِ الريحُ العبيرَ به | أو صَافَحت زَهَرَ الحَوذانِ والنَّفَلِ |
فإن يكُن نالَ منكَ الفَصدُ ما عَجِزت | عنه الكُماة ُ بحدِّ البِيضِ والأَسَلِ |
فما على كَفِّك الآسي بِمبِضَعِه | أنحَى ولكنّه أنحَى على الأَملِ |
وإن يكُن مسَّها من جرحِه أَلَمٌ | فطالما أَلِمَت من كَثرة ِ القُبَلِ |
لا تَكذِبنَّ فلو جاز الفِداءُ لها | من الحديدِ فدَاها الناسُ بالمُقلِ |
ما بالُ رسميَ من جَدْوى يَديك عَفا | فصارَ أوضحَ منه دارسُ الطَّللِ |
لقد تجاوزْت بي وقتي وأيُّ حياً | في غيرِ إبَّانِه يَشفي من الغَلَلِ |
و قد تَمَهَّلْتَ شَهراً بعدَه كَمَلاً | و إنَّما خُلِقَ الأنسانُ من عَجَلِ |