حُرَقٌ تَمترِي الدُّموعَ سِجالا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حُرَقٌ تَمترِي الدُّموعَ سِجالا | و خَيالٌ يزورُ وَهْناًخَيالا |
عَذَلوني وليس يُرضِي التَّصابي | عاشقٌ ليسَ يُسخِطُ العٌذَّالا |
لا عَدِمتُ الهَوى الجديدَ وَإِنْ جَدْ | دَ في القَلبِ لوعة ً وخَبَالا |
شَغَلَتني الدموعُ فيهفما أَع | رفُ إلا بفَيضِهنَّ اشتِغَالا |
بقضيبٍ يَهُزُّ قلبيإذا اهتزْ | زَ وطَوراً يُميلُه كيفَ مَالا |
و هِلالٍ دَعَته داعية ُ البَي | نفأضحى من البُعادِ هِلالا |
أَحْسَنَتْ غُربة ُ النَّوى وأَساءَت | منْظَراً يومَ بَينِهم وفِعالا |
كِللٌ لا تُحَطُّ عن أَظهُر العِي | س وعيسٌ لا يشتكينَ الكَلالا |
و نَوى ً يَترُكُ الغَليلَ مُقيماً | بِمَهاً تَبعَثُ الدموعَ عِجالا |
لستُ أرعَى الهوى المَصونَإذا لم | يكُ دمعيما عشتُفيه مُذَالا |
كلَّ يومٍ نَشِيمُ بالشامِ غَيثاً | مًقبِلاًنرتَجي به الإِقبالا |
فإذا اختالَ للرِّكاب وللرُّك | بانِ ساروا إلى نَداه اختيالا |
ذكَروا مَعقِلَ السَّماحِفحلُّوا | عُقُلَ العِيسِ ثُمّ شَدُّوا الرِّحالا |
وصَلُوا السَّيرَ بُكرة ً وأَصِيلاً | رَمَلاً يقطعُون فيه الرِّمالا |
عُلَّ مِن نائلِ الأميرِ عليٍّ | مَن غَدا منهمُ يَرومُ النَّوالا |
مَلِكٌ حازَ قِمّة َ الفَخرِ لمّا | عُدَّ للفَخرِ مِن عديٍّ رِجالا |
أصبحُوا في النَّدى غُيوثاًو في الرَّو | عِ لُيوثاًو في الحُلومِ جِبالا |
لَحَظَ الشرقَ عادلٌ منه يَهدي | لقناة ِ الإسلامِ فيه اعتِدالا |
و هُمامٌ يُرضِي السيوفَإذا هَمْ | مَ بأمرٍو يُسخِطُ الأَموَالا |
سارَ يُهديمع الشَّمالِإليه | أَرَجاً طيِّبَ الصَّبا والشَّمالا |
مَلِكٌ طاعَه الحُتوفُ فلو شا | ءَ لبَثَّ الحُتوفَ والآجَالا |
وَ ثَنى خيلَه إلى الغَربِ سَعياً | لابساتٍ من العَجاجِ جِلاَلا |
فأحَلَّ الصُّدورَ منها لصَدرِ الرْ | رُمحِ بأساًو حَرَّرَ الأكفَالا |
يا مُجِيبَ الإسلامِ حينَ دعَاه | و مُقِيلَ الإسلامِ حينَ استقالا |
وعَدَ الرومَ سيفُ بأسِك وَعْداً | عَدِموا الخُلفَ بعدَه والمِطالا |
نَزَلوا مَنزِلاً من الحَيْنِ ضَنكاً | فجعلتَ الرَّدى لهم أَنزالا |
وَ تبوَّأتَ بالشآمِ مَحَلّاً | كلَّ يومٍ يزدادُ منك جَمالا |
وطَنٌ مُشرِقُ الفَضاءِ ورَوضٌ | مُستظِلٌ من الغُصونِ ظِلالا |
نِلتَهإذ غدَت رماحُك سُوراً | حولَ سُورٍ له أبَى أن يُنالا |
دائرٍ لا يَخافُ دائرة َ السُّو | ءِ إذا اغتالَه العَدوَّ اغتِيالا |
بِبُروجٍ وُصِلنَ بالماءِ في الأر | ضِ وأُلحقنَ بالسماءِ اتِصالا |
فَهْيَ مثلُ السَّحابِ عانَقتِ الأُفْ | قَو جَرَّت على الثَّرى أذيالا |
و قِلاعٍ مثلِ الهوادجِ حُسناً | جاعلاتٍ مَطيَّها الأَجيَالا |
و إذا اختالتِ السَّحابُ عليها | خِلتَه كِلَّة ً لها وحِجالا |
كلُّ ملمومة ٍ متى ظنَّ طاغٍ | أنها مَعقِلٌ رآها عِقالا |
مُشرِفاتٌ على البُحورِ تَرَاهُنْ | نَ يميناً من دُونِها وشَمالا |
لامعاتٌ كأنَّها الشمسُ أجرَت | ذَهباً ذائباً عليها فَسَالا |
و كأنَّ العيونَ تَلحَظُ مِنْهُنْ | نَ عذارَى تبرَّجَت أَشكَالا |
حُرُمٌ لامرئٍ حمَاهو إن كا | نَ دمُ الناكِثِينَ فيه حَلالا |
قَصَدَتني على البُعادِ يداه | بأيادٍ تُفيدُ جَاهاً ومَالا |
فَبِها عُدتُ أنضَرَ الناسِ عُوداً ؛ | و بِها صِرتُ أحسنَ الناسِ حَالا |
أطلَقَت بالثَّناءِ فيه لِساني | فارتَجلتُ الثناءَ فيه ارتِجالا |