باليُمْنِ ما رفع الأميرُ وشيَّدا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
باليُمْنِ ما رفع الأميرُ وشيَّدا | و بِجَدِّه النَّعماءُ ما قد جدَّدا |
قصرٌ أنافَ على القصورِ بحُلَّة ٍ | مَلِكٌ أنافَ على المُلوكِ مؤيَّدا |
قُلناو قد أعلاه جَدٌّ صاعِدٌ | في الجوِّ حتى ما يُصادِفُ مَصْعَدا |
أَبِنِيَّة ٌ ببنائِها فُضِحَ البِنَا | أَم فَرقَدٌ بسَناه شانَ الفَرقَدا |
غُرَفٌ تَألَّقُ في الظَّلامِفلو سَرى | بضِيائِهاساري الدُّجُنَّة ِ لاهتدَى |
عُنِيَ الرَّبيعُ بها فَنَشَّرَ حولَها | حُلَلاً تُدَبِّجُ وَشْيَها أيدي النَّدى |
فكأنَّما تُزجي السَّحائبُ فوقَها | جَيشاً يهُزُّ البَرقُ فيه مِطْرَدا |
و كأنَّما نَشَرَ الهواءُ بجوِّها | في كلِّ ناحية ٍ رِداءً مُجسَدا |
و كأنَّ ظِلَّ النَّخلِ حولَ قِبابِها | ظِلُّ الغَمامِإذا الهجيرُ تَوقَّدا |
من كلِّ خَضراء ِالذَّوائبِ زُيِّنَتْ | بثِمارِها جِيداً لها ومُقَلَّدا |
خرَقَتْ أسافلُهنَّ رَيَّانَ الثَّرى | حتى اتَّخَذْنَ البحرَ فيه مَورِدا |
شَجَرٌ إذا ما الصُّبحُ أسفرَ لم يَنُحْ | للأمنِ طائرُهو لكن غَرَّدا |
غَنِيَتْ مَغانيها الحِسانُ عنِ الحَيا | ماراحَ في عَرَصَاتِهِنَّو ما اغتدَى |
بمُشَمِّرٍ في السَّيْرِ إلا أنَّه | يَسري فيمنَعُه السُّرى أن يَبعُدا |
وَصَلَ الحَنينَ بِعَبْرَة ٍ مَسفوحَة ٍ | حتى حَسِبْناه مَشُوقاً مُكْمَدا |
مُستَرْفِدٌ أمواجَ دِجلة َ رافدٌ | وجهَ الثَّرى أَكْرِمْ بهِ مُستَرْفِدا |