لو سَالَمَتْهُ سجايا طَرفِكَ السَّاجي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لو سَالَمَتْهُ سجايا طَرفِكَ السَّاجي | لكان أوَّلَ صَبٍّ في الهَوى نَاجِي |
سرَتْ أوائلُ دمعِ العينِ حينَ سرَت | أوائلُ الحيِّ من ظُعْنٍ وأحداجِ |
و من وراءِ سُجوفِ الرَّقْمِ شَمسُ ضُحى ً | تجولُ في جِنحِ ليلٍ مُظلمٍ دَاجِي |
مقدودة ٌ خَرَطَت أيدي الشبابِ لها | حُقَّينِ دونَ مجالِ العِقْدِ من عاجِ |
كأنَّ عَبْرَتَها يومَ الفِراقِ جرَتْ | من ماءِ وجنتِها أو ماءِ أوداجِ |
ما للقوافي خَطَت قَوماً محاسنُها | وَ أُلْهِجَتْ بابنِ فَهدٍ أيَّ إلهاج |
فكلٍّ يومٍ تُريهِ رَوضة ً أُنُفاً | تُربي على الروضِ من حُسنٍ وإبهاجِ |
مُفوَّقاتٌ إذا استسقَت أناملُه | ضَحِكْنَ من عارضٍ للجُودِ ثَجَّاجِ |
ثَنى المديحُ إليه عِطْفَهفثَنى | أعطافَهو منه في وَشيٍ وديباجِ |
أغرُّ ما حكَمت يُمناه في نَشَبٍ | إلا تحكَّم فيه الآملُ الراجي |
و مُتعِبٌ في طِلابِ المجدِ هِمَّتَه | مُواصلٌ للسُّرى فيه بإدلاجِ |
مَعمورة ٌ بذوي التِّيجانِ نِسبتُه | فما يُعدِّدُ إلا كلَّ ذي تاجِ |
تَسطو بأسمرَ يُمضيه سَنا قَبَسٍ | بينَ الشَّراسيفِ والأحشاءِ ولاَّجِ |
و البِيضُ فوقَ متونِ الزَّعْفِ خافقة ٌ | كأنهن حريقٌ فوقَ أمواجِ |
عزْمٌ إذا نابتِ الأقوامُ نائبة ٌ | تكشَّفَتْ عن سِراجٍ منه وهَّاجِ |
أبا الفوارسِإني مُطلِقٌ هِمَمي | فيما أحاولُ من نأيٍ وإزعاجِ |
منافرٌ نفَراً رثَّت حِبالُهمُ | و أنهجَ الجودُ فيهم أيَّ إنهاجِ |
ترى الأديبَ مُضاعاً بين أظهُرِهم | كأنه عربيٌّ بينَ أعلاجِ |
فليسَ يُطرِبُهم أني مدحتُهمُ ؛ | و ليس يُغْضِبُهُم أني لهم هاج |
و أنتَ تعلمُ أنِّي جَدَّ لي سَفَرٌ | إني إلى الكُتْبِ فيه جِدُّ مُحتاجِ |
فما يُطيلُ مُقامي في ديارِهمُ | إلا انتظارُ طواميرٍ وأدراجِ |