ما ضَرَّ ليلَتنا بسَفْحِ مُحَجَّرِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ما ضَرَّ ليلَتنا بسَفْحِ مُحَجَّرِ | لو باعَدَتْ سَفَرَ الصَّباحِ المُسفِرِ |
باتَ العِناقُ يَهُزُّ من أَعطافِنا | غُصُنَين في ورَقِ الشَّبابِ الأخضرِ |
إلفانِ وِرْدُهُما المُدامُ على الظَّما | و جَناهُما زَهْرُ الحديثِ الأَزهَرِ |
لا تُنْكِري خَفَقَانَ قلبٍ خافقٍ | نَفَرَتْ به غِيدُ الظِّباءِ النُّفَّرِ |
شَرفاً من الأيَّامِ يوماً صالحاً | شفَيا به حَرَّ الجَوى المُتسَعِّرِ |
للّهِ صادرة ُ اللَّياليإنها | صدرَتْ بطيبِ العَيْشِ أسرعَ مَصدَرِ |
عندي لها نَفَسُ المَشوقِإذا جَرَتْ | خَطَراتُهنَّ وأَنَّة ُ المُتذَكِّرِ |
و لربَّ ساقٍ توَّجَتْ يدُه يدي | بإناءِ ياقوتِ المُدامِ الأَحمرِ |
و غَريرة ٍ جاهرْتُ غَيرانَ الهَوى | بوِصالِهافنَعِمْتُ غيرَ مُغرَّرِ |
أيامَ كان رِدايَ يَفضُلُ قامتي | فتُذاك في عُرْفِ الصِّبا والمُنكَرِ |
و حدائقٍ يَسبيكَ وَشْيُ بُرودِها | حتَّى تَسُبَّ لها سبائبَ عَبقَرِ |
يَجري النَّسيمُ خِلالَهاو كأنَّما | غُمسَتْ فضولُ ردائِهِ في العَنْبَرِ |
باتَتْ قلوبُ المَحْلِ تَخفِقُ بينَها | كَخُفُوقِ راياتِ السَّحابِ المُمطِرِ |
من كلِّ نائي الحُجرَتَيْنِ مُقنَّعٍ | بالبَرقِ داني الطُّرَّتَيْنِ مُشَهَّرِ |
يحدى بألسنة ِ الرُّعودِ عِشارُه | فتسيرُ بين مُغَرِّدٍ ومُزَمْجِرِ |
طارَتْ عقيقة ُ بَرْقِهِفكأنَّما | صَدَعَتْ ممسَّكَ غيمِه بِمُعَصفَرِ |
فالرَّوْضُ بينَ مُزَنَّرٍ ومُدَنَّرٍ | فيهاو بينَ مُسيَّرٍ ومُحبَّرِ |
و الغُدْرُفي أرجائِهمَصقولة ٌ | مثلَ الدراهمِ أشرَقَتْ في مَنْثَرِ |
و كأنَّما عرضَت لزاهرِ زَهرِها | كفُّ الأميرِ بعارضٍ مُتَعَنْجِرِ |
مَلِكٌإذا ما مَدَّ خَمسَ أناملٍ | في الجُودِ فاضَ بهنَّ خمسة ُ أبحرِ |
تَلقاه يومَ الرَّوْعِ فارسَ معرَكٍ | ضَنْكٍو يومَ السِّلمِ فارسَ مِنبَرِ |
تَبكي سحائبُه ويضحَكُ بِشْرُهُ | فنوالُهُ من ضاحكٍ مُستَعبِرِ |
متفرِّعٌ من دَوْحَة ٍ عَدَوِيَّة ٍ | هي والسَّماحُ تَفرَّعَا من عُنصُرِ |
جبرَ الوليَّ نوالُهو تناهَبتْ | أسيافُه جَبَرِيَّة َ المتجبِّرِ |
مثلُ الشِّهابِ أضاءَ حِلَّة َ مَعْشَرٍ | بحريقِهِو أصابَ حِلَّة َ معشَرِ |
شَرَفٌ يقولُ لمن يُناوِئُهاكتئِبْ | وَ عُلًى يقول لمن يُجاريهاخْسَرِ |
و يدٌ تَساوى الناسُ في معروفِها | فيدُ المُقِلِّ تنالُه والمُكثِرِ |
يا تغلبَ الغلباءِ طُلْتِ بِطَوْلِه | و نِجارِه قِممَ الكواكبِففْخري |
بمُطوَّقٍ طَوْقَ المحامدِساحبٍ | بُرْدَ المكارمِبالثَّناءِ مُسَوَّرِ |
و أغَرُّ مُغرى ً بالصُّفوفِ يَشُقُّها | و ظُبا السيوفِ يشقُّ جيبَ المِغْفَرِ |
كَرٌّ أعلَّ سِلاحَهفضِرابُه | بمثلَّمِ وطِعانُه بِمكسَّرِ |
غمرَتْأبا الهيجاءِربعَك نِعمَة ٌ | موصولة ٌ بِكَ عُمْرَ سبعة ِ أنسُرِ |
و سقَتْكَ طيِّبة َ النَّسيمِكأنَّما | تَهمي عليك بها حياضُ الكَوْثَرِ |
أسهرْتَ ليليإذ عَتَبتَفلَم أَذُقْ | غُمضاًو مَنْ تَعتُبْ عليه يَسْهَرِ |
لو لم تكن متنكِّراً لي لم أكُن | لاَِذُمَّ صَرْفَ الحادثِ المُتنكِّرِ |
و إذا رُميتُ بعَتْبِ مثلِك خانَني | جَلَديفلم أصبِرْ ولم أتصبَّرِ |
أَنَسِيتَ غُرَّ مدائحٍ حلَّيتُها | بعُلاكَباقية ً بَقاءَ الأَدْهُرِ |
تغدو عليك من الثَّناءِ بناهدٍ | معشُوقَة ٍو تروحُ منك بمُعصِرِ |
بِدَعٌ تضوَّعَ نَشْرُهافكأنَّما | كُتِبَتْ صَحائفُها بمِسْكِ أذفرِ |
هذا ولم أَجْنِ القبيحَفأجتبي | غَضَباًو لم أَهجُرْ لديك فأُهْجَرِ |
بل قد ركِبتُ من الذُّنوبِ عظيمَها | و رجوتُ عفوَكَ فاعْفُ عني واغفِرِ |
فلقد تعمَّدَ ثَغرتي بسِهامِه | واشٍ تعمَّدَني بقُبح المَحضَرِ |
يا سَيِّدَ الأُمَرا دعوْتُكَ شاكراً | إن تُعْطِ أو تَحرِمْصَنيعُكَ يُشكَرِ |
و مُظَفَّرٍ بِنَدَى يَدَيْكَو لو غَدا | بالحمدِ غيرُكَ عادَ غيرَ مظفَّرِ |
أَذكَى له المِرِّيخُ جَمْرَ نُحوسِه | و تَغَيَّبَتْ عنه سُعودُ المُشتَري |
نُوَبٌ أَطَلْنَ عليه شُعلة َ أبيضٍ | عَضبِ المَضاربِأو شَرارة َ أَسمَرِ |
و رمَتْ به شقراءُ تَحسِبُ بُردَها | يَنقَدُّ من شِيَة ِ الجَوادِ الأشقَرِ |
ترمي بمُحمَرِّ الشَّرارِكأنَّما | تُرمَى جوانبُها بوردٍ أحمَرِ |
خلَعَتْ عليه من الحريرِ يَلامِقاً | صُفْراًفبينَ مُحلِّلٍ ومُزرَّرِ |
فالدَّهرُ يَعجَبُ منه لَمَّا مسَّه | بِجَهنَّمَ الصُّغرى فلم يَتفطَّرِ |
هِيَ وَعكَة ٌ كانت ثِقافَ مُقوَّمِ | لَدْنَ المَهَزَّة ِ أو صِقالَ مُذكَّرِ |
تاجٌ كبَدْرِ التَّمِّ عادَ ضِياؤُهُ | بعدَ الكُسوفِ فِراقَ عينِ المُبْصِرِ |
أو كالحُسامِ جَلا الصَّياقلُ مَتْنَهُ | حتى تَرَقرَقَ منه ماءُ الجَوهَرِ |
إنَّ النُّضارَإذا تَتابعَ سَبْكُهُ | خَلَصَ النُّضَارُو زادَ نَضْرَة َ مَنْظَرِ |
فَلْيُكْمَدِ الأعداءُأو فَلْيَحْمَدوا | إذ قدَّروا فيه الذي لم يُقْدَرِ |