أمَّا الخيالُفما يَغُبُّ طُروقا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أمَّا الخيالُفما يَغُبُّ طُروقا | يَدنو بوصلِكَ شائقاً ومَشُوقا |
وفّى فحقَّقَ لي الوَفاءَو لم يَزَلْ | خِدْنُ الصَّبابَة ِ بالوفاءِ حَقيقا |
و مضىو قد منعَ الجُفونَ خُفوقَها | قَلبٌ لذكرِكَ لا يَقَرُّ خُفُوقا |
هل عهْدُنا بِلِوَى الشَّقيقَة ِ راجعٌ | فيعودَ لي فيه الوِصالُ شَقيقا |
أيامَ وَصلُكَ في الصَّبابَة ِ مَجْهلاً | لا يَعرِفُ السُّلوانُ فيه طريقا |
أَهْوَى أنيقَ الحُسْنِ مُقتَبِلَ الصِّبا | وَ أَزُورُ مُخضَرَّ الجَنابِ أَنيقا |
راحَ الغَمامُ به صَفيقاً ثوبُه | و غدا به ثوبُ النَّسيمِ رَقيقا |
هِيَ غَدرَة ٌ للدَّهرِ غادَرَتِ الهَوى | بعدَ الوفاءِمكدَّراً مَطروقا |
لا ألحَظُ الأيامَ لَحظَة َ وامقٍ | حتّى يُعيدَ زَمانَنا المَوموقا |
و رَكائبٌ يَخرُجْنَ مِنْ غَلَسِ الدُّجى | مثلَ السِّهامِ مَرَقْنَ منه مُروقا |
و الفَجرُ مَصقولُ الرِّداءِ كأنَّه | جِلبابُ خَوْدٍ أشبَعَتْهُ خَلُوقا |
أَغَمامَة ٌ بالشَّامِ شِمْنَ بُروقَها | أَم شِمْنَ من بِشْرِ الأميرِ بُروقا |
مَلِكٌ تُسَهِّلُ بالسَّماحِ يمينُه | حَزناًو تُوسِعُ بالصَّوارِمِ ضِيقا |
يَلقى النَّدى برقيقِ وَجْهٍ مُسفِرٍ | فإذا التَقَى الجمعانِ عادَ صَفِيقا |
رَحْبُ المنازِلِ ما أقامَفإن سرَى | في جَحْفَلٍ تَرَكَ الفَضاءَ مَضِيقا |
ما انفَكَّ يَطلُعُ بالحُتوفِ على العِدا | صُبْحَاو يَطْرُقُ بالحِمامِ طُروقا |
فإذا جرى للمجدِ نالَ صَبوحَه | سَبقاً ونالَ الناسُ منه غَبُوقا |
و إذا طمى بحرُ الكَريهَة ِ خاضَه | فأماتَ مَنْ عاداه فيه غَريقا |
مَهْلاً عُداة َ الدِّينِإنَّ لخَصمِكُم | خُلقاً بإرغامِ العدوِّ خَلِيقا |
أنذرتُكُم حامي الحَقيقَة ِ لا يَرى | إلا لِمُرْهَفَة ِ السُّيوفِ حُقوقا |
سَدَّتْ عَزائِمُه الثُّغورَو حالفَتْ | آراؤُه التَّسديدَ والتَّوفيقا |
و رمَى بِلادَ الرُّومِ بالعَزْمِ الذي | مازالَ صُبحاً في الظَّلامِ فَتِيقا |
رَزَحَتْ مخائِلُ بأسِه في عارضٍ | مُتأَلِّقٍ يَغْشى العُيونَ بَريقا |
جيشٌإذا لاقَى العدُوُّ صُدورَه | لم تَلْقَ للأعجازِ منه لُحُوقا |
حُجِبَتْ له شَمْسُ النَّهارِو أشرَقَتْ | شَمْسُ الحديدِ بجانِبَيْهِ شُروقا |
أخلى معاقِلَهم وحازَ نِهابَهُم | قَسْراًو فَرَّقَ جَمْعَهُمْ تَفريقا |
فتضرَّجَتْ تلك البِطاحُ به دَماً | و تضرَّمَتْ تلك الفِجاجُ حَريقا |
و ثَنَى الجِيادَ يَشُقُّ جَيْبَ عَجاجِها | و مضَى السُّيوفَ فينثني مَشقوقا |
و الدَّهْرُ مُبتَسِمٌ يروقُ كأنَّما | أبدى بطَلْعَتِهِ الثَّنايا الرُّوقا |
فَتْحٌ جَليلُ القَدْرِ زِيدَ به الهُدى | بِرّاًكما زِيدَ الضَّلالُ عُقُوقا |
أَعَليُّكم نِعَمٍ مَنَحتَ جَليلَة ٍ | مَنَحَتْكَ مَعنى ً في الثَّناءِ دَقيقا |
و نَدى ً رفَعْتَ به لِحَيَّيْ تَغْلِبٍ | شَرَفاً أنافَفعانقَ العَيُّوقا |
فاسلَم لمَكْرُمَة ٍ شَغَلَتْ بحبِّها | قلباً بحُبِّ المكرُماتِ عَلُوقا |
و تَمَلَّ مدحيإنه رَيحانَة ٌ | نَفَحَتْفباشَرَها اللَّبيبُ طَليقا |
شَعْشَعْتُ منه اللَّفْظَ ثم نَظَمْتُه | فكأَنَّما شعشعتُ منه رَحيقَا |
قد كان غُفْلاً قبلَ جُودِكَفَاغْتَدَى | عَلَماً بجُودِكَ في الوَرى مَرْمُوقا |