أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : لدي إحساس دائم بأن شيئا من الطعام عالق في حلقي.. ما تشخيصكم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أشكركم على مجهودكم، واستشاراتكم، وأتمنى لي ولكم وللجميع دوام الصحة والعافية.
أنا طالب في كلية الطب والعلوم الصحية السنة الأخيرة - ولله الحمد-.
قبل فترة الامتحانات ينتابني قلق شديد يسبب لي ضيقا شديدا في الصدر، وسرعة في ضربات القلب، أحيانا تأتيني نوبة مع الضيق، وسرعة في ضربات القلب مع كحة جافه شديدة من دون بلغم، وكأني أحس بتنميل في ساقي، ويستمر لفترة معينة ساعة أو أكثر وأحيانا تتكرر، علما أن الكحة تزيد في مرحلة الخوف من شيء ما أو من تكرار تلك النوبة، قلت إنها أثار نفسية مصاحبة للقلق، ولا داعي للعلاجات تزول بزوال السبب.
إلا أنها الفترة الأخيرة تلازمني حيث حصلت لي حادثه قبل أسبوعين عندما تناولت وجبة الغداء مع أحد زملائي، بعدها أحسست بأن شيئا من الطعام عالق في حلقي، وسبب لي ضيقا في التنفس مع كحة ودخلت مرحلة القلق مرة أخرى حتى شهيتي للطعام قلت، وأصبحت أتجنبه، وفي اليوم التالي سافرت بالطائرة عائدًا من بلد الدراسة إلى الأهل، وانتابني شعور غريب وصعب، ضيق شديد بالصدر، وشعور بعدم الراحة حتى أني كدت أطلب العون لكن الله ستر ولطف بي، وأنا مقدم على ركوب الطائرة مرة أخرى بعد أسبوعين، وأنا خائف من تكرار تلك الحادثة معي، علما بأني ركبت الطائرة كثيرًا فلم تحدث لي شيئا يذكر فما الحل؟
وبعدها ظللت أفكر كثيرًا في هذا الأمر، وبعد يومين ذهبت للطوارئ، وقالوا بأن هناك احتقان في الحلق، وبعد آخذ المضادات تحسنت كثيرًا، وأصبحت آكل وأشرب طبيعي، ولكن يلازمني إحساس بشيء مثل الرز عالق في حلقي يتحرك عندما أبلع ريقي، ويأتي هذا الإحساس غالبا عند تعكر مزاجي في اغلب الأحيان، أو حينما أستيقظ من النوم أو عندما أكون جائعا لفترة طويلة.
وبعدها ذهبت لاستشاري باطنية معروف، وصف لي هذا العلاج sulipride 50 مليجرام مرتين لمدة سبعة أيام، تحسنت قليلا فخفت الشعور بضيق الصدر لكن إحساس الحلق ظل يلازمني ثم بعدها ذهبت إلى أخصائي أنف، وأذن وحنجرة، وقال بأن الحلق واللهاة فيها التهاب أخذت المضادات، وتحسنت كثيرا، ولكن ذلك الإحساس يأتيني بين فترة وأخرى، وعندما آكل الطعام لا أجد أي صعوبة، لكن هذا الإحساس يلازمني، وعندما أستيقظ من النوم أحس بأن قلبي يكون مقبوضا، وليس لدي أي اضطراب في النوم.
علما بأني في هذه الأيام متضايق من تغيير الأجواء، فأنا في غربتي مشغول بدراستي، وبأمر الجامعة، وهنا الآن وسط أهلي، لا شيء يذكر سوى أني آكل وأشرب وأنام.
كيف السبيل للخروج من هذه الحالة النفسية؟ حتى أني بدأت أغير برنامجي، وأذهب لزيارة العائلة والأصدقاء،لكن لا فائدة تذكر، فأنا على هذا الحال منذ أسبوع وأكثر، فأفيدوني!
جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن رسالتك احتوت على معلومات مفيدة، وإن شاء الله تعالى نقدم لك النصح الذي أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وفي ذات الوقت أحبذ إن استطعت أن تقابل أحد أساتذة الطب النفسي بالكلية التي تدرس بها، هذا لا يعني أن موضوعك صعب أو معضلاً، لكن يفضل أن تقدم لك أفضل أنواع الخدمة ما دمت أنت في المحيط الطبي وهنالك يتواجد حولك أساتذة كرام.
تشخيص حالتك هي أنك تعاني من قلق المخاوف، وقلق المخاوف قد يأتي في صور متعددة، الأمر يظهر أنه قد بدأ عندك بما يسمى بقلق الأداء (performance anxiety) وهذه نوع من القلق الإيجابي إذا كان بدرجة معقولة، لكنه حين يشتد يكون معطلاً لصاحبه.
بعد ذلك أخذ الأمر أيضًا الطابع الوسواسي، وهذا نشاهده كثيرًا في قلق المخاوف.
ما يحدث لك في الحلق من شعور بالغصة، وصعوبات أخرى كالتنميل في الساق، هذه ناتجة من القلق، ولا شك في ذلك، وتلعب التقلصات العضلية دورًا أساسيًا في ذلك.
أما بالنسبة لالتهابات الحلق، فقد تكون هنالك التهابات، لكن الجانب النفسي دائمًا يضخم الأعراض العضوية، فإذن القلق أثار لديك نوعا من الانقباضات العضلية جعلتك تكون غير مطمئن لصحتك الجسدية، وبدأت هذه الانقباضات تتكرر لديك، وهذا أدخلك في وضع وسواسي، وهكذا أصبحت في حلقة مفرغة.
الخوف من الطائرة هو جزء أساسي من قلق المخاوف.
أخي الكريم: المخاوف يتم التعامل معها من خلال التجاهل التام، استبدالها بفعل مخالف، صرف الانتباه عنها من خلال ممارسة الرياضة، إدارة الوقت بصورة صحيحة، وأن تكون دائمًا في جانب التفاؤل، وأن تعرف أنك لا تعاني من علة رئيسية، وأن تتوقف عن التنقل بين الأطباء.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي: (فالسلبرايد) دواء لا بأس به سوف يفيدك، لكن الدواء الأساسي لعلاج حالتك هو عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويعرف علميًا باسم (إستالوبرام)، والجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – تتناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأكرر إن أتيحت لك الفرصة اذهب للطبيب النفسي في الكلية، وسوف يوجه لك المزيد من الإرشاد، ويساعدك في القدرة على التواؤم، وقد يدربك على تمارين الاسترخاء.
أرجو أن تجتهد في دراستك، وأن تنظر إلى الأمور من منظور إيجابي، وأن تكون أكثر ثقة في ذاتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ | 3900 | الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ |
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. | 2544 | الأحد 09-08-2020 03:58 صـ |
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. | 1271 | الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ |
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ | 2256 | الأحد 26-07-2020 04:44 صـ |
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. | 4206 | الخميس 23-07-2020 05:25 صـ |