سَعدٌ حُبِيتَ بهِوجَدٌّ مُقبِلُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سَعدٌ حُبِيتَ بهِوجَدٌّ مُقبِلُ | و سعادة ٌ تَصفو عليك وتكمُلُ |
و مسرَّة ٌ قُرِنَت بشملٍ جامعٍ | فَسَمَت جَنوبُ رياحِه والشَّمأَلُ |
ظَفِرَت يداك أبا المظفربالتي | كانَ الزمانُ بها يَضَنُّ ويَبخَلُ |
جَاءَتكو هي عَقيلة ُ الصَّدَفِ التي | أضحَى لها من لُجِّ بَحرٍ مَعقَلُ |
زُفَّ العَفافُ إلى العَفافِ ولم يكُن | شرفُ الفَضِيلة ِ فائتاً من يَفضُلُ |
كَرَمٌ تَشعَّبَ سَيلُه ثم التقَى | إذ لم يكن عن مُلتقاها مَعدِلُ |
و بناتُ عمَّ المرءِ خيرُ نسائِه | إنَّ الكريمَ إلى الكَريمة ِ أَمْيلُ |
فالمجدُ عِندَهما ضَحوكٌ مُسفِرٌ | و النسلُ بينَهما مُعِمٌّ مُخوِلُ |
فرعانِ ضَمَّهما الظَّلالُ المُرتضَى | في الغِرِّ والشرَفُ الرفيعُ الأطولُ |
يا غُرَّة َ الأُمَراءِ إنَّ زَمانَنا | ما عِشتَ في الدُّنيا أَغَرُّ مُحجَّلُ |
أنتَ الحَيا الجَوْدُ الذي آفاقُه | تَنهلُّ بالمعروفِأو تَتَهَلَّلُ |
عَلِمَت ربيعة ُ أَنَّك العَلَمُ الذي | يَهدي إلى سُنَنِ النَّدى من يَجهَلُ |
الكوكبُ الفَرْدُ الذي يُسرَى به | و الليلُ مُعتكِرُ الجوانبِ أَليَلُ |
و المُبتَني الشرفَ الذي لا يَنثني | الحاملُ العِبءَ الذي لا يُحمَلُ |
إن حلَّ فهو من الجلالة ِ مَحفِلٌ ؛ | أو سارفهو من الشَّهامة ِ جَحفَلُ |
يُلحَى على البُخلِ الرجالُ وإنّما | يُلحَى على كَرمِ الفِعالِ ويُعذَلُ |
و الجورَ يَكرهُ غيرَ أنَّ يمينَه | أبداً تجورُ على اللُّهى فتُقَبَّلُ |
لمَّا ذكَرتُ الحادثاتِ بذِكره | جاءَت إليَّ صُروفُها تَتنصَّلُ |
هُنِّئتَ ما أُعطيتَه من نِعمة ٍ | غَرَّاءَ تَحسُنُ في العُقولِ وتَجمُلُ |
فكأنَّني بك بين نسلٍ طاهرٍ | تَردي أمامَك في الحديدِ وتَرفُلُ |
كالبدرِ حفَّته كواكبُ أُفقِه | و اللَّيثِ تَخْطِرُ في حِماه الأشبُلُ |
ما جَمَّلَتكَ مدائحي لكنَّها | أضحَت بذِكركَ في الورَى تَتجمَّلُ |
عادَت بمدحِك مَعلَماً ولقد تُرى | من قبلِه وكأنَّما هي مَجهَلُ |
أنتَ الحُسامُ فِرِندُهُ في مَتنِه | مُتردِّدٌ ويدُ المدائح صَيقَلُ |
فاسلَم لكلِّ فضيلة ٍ تَعلو بها | ما ليس يعلوه السِّماكُ الأَعزَلُ |
متجنِّباً خَطَلَ الكلامِ كأنَّما | بُعِثَ البعِيثُ له وعاشَ الأخطَلُ |
فكأنَّه سيفٌ بِكَفِّك مُنتضًى | و كأنَّه عِقدٌ عليك مُفَصَّلُ |