يُعنِّفني أن أنْ أطَلْتُ النَّحيبَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يُعنِّفني أن أنْ أطَلْتُ النَّحيبَا | و أسكُبُ للبَيْنِ دمعاً سَكوبا |
وَ أَدْنَى المُحبِّين مِنْ نحبِه | مُحِبٌّ بكى يومَ بَيْنٍ حَبيبا |
دعا دمعَه ودعَتْ دمعَها | فبلَّلَ منها ومنه الجُيوبا |
فتاة ٌ رمتْه بِسَهْمِ الجفونِ | و مدَّت إليه بَناناً خَضيبا |
فعاينَ منهم غزالاً رَبيباً | و بَدراً مُنيراًو غُصْناً رَطيبا |
و عَهْدي بها لا تُديمُ الصدودَ | و لا تتجنَّى عليَّ الذُنوبا |
لياليَ لا وَصلُنا خِلسة ً | نراقبُ للخوفِ فيها الرَّقيبا |
و لا برقُ لذَّاتِنا خُلَّبٌ | إذا ما دعَونا لوصلٍ قُلوبا |
و كم لي وللبَيْنِ من مَوقِفٍ | يُميتُ بِلَحْظِ العيونِ القُلوبا |
إذا شَهَرَ اللَّحْظُ أسيافَهُ | تدرَّعْتُ للصَّبرِ بُرداً قَشيبا |
كأنِّيَ في هَبْوَتَيْه ابنُ فَهْدٍ | إذا اليومُ أصبحَ يوماً عَصيبا |
فَتى ً يَسْتَقِلُّ جَزيلَ الثَّوابِ | سَماحاً لمن جاءه مُستَثيبا |
و يُربي على سُنَنِ المكرُماتِ | فيُظْهِرُ فيهنَّ مجداً غَريبا |
و تَلقاه مبتسماً واضحاً | إذا ما الحوادثُ أبدَتْ قُطوبا |
كريمٌ إذا خابَ راجي النَّدى | حَمَتْنا مكارمُه أن نَخيبا |
رأى لحظُه ما تُجِنُّ الصُّدورُ | فخِلناه يعلمُ منها الغُيوبا |
بعيدٌإذا رُمْتَ إدراكَهُ | و إن كانَ في الجُودِ سهلاً قريبا |
نَمَتْهُ من الأَزدِ صِيدُ المُلوكِ | و ما زال يَنْمِي النَّجيبُ النَّجيبا |
سَلِمتَ سلامَة ُ للمَكْرُماتِ | و ما زِلْتَ تَبسُطُ باعاً رَحيبا |
تَزُفُّ إليك تِجارُ المديحِ | عَذارى تَروقُكَ حُسْناً وطِيبا |
فكم لك من سُؤدُدٍ كالعبيرِ | أصابّ من المدحِ ريحاً جَنوبا |
و رأيٍ يُكشِّفُ ليل الخُطوبِ | ضياءًإذا الخَطْبُ أعيا اللَّبيبا |
و مُشتمِلٍ بنِجادِ الحُسامِ | يَفُلُّ شبا الحربِ بأساً مَهيبا |
ملأْتَ جوانِحَه رَهبة ً | فأطرقَو القلبُ يُبدي وَجيبا |
كسوْتَ المكارمَ ثوبَ الشَّبابِ | و قد كُنَّ أُلبِسْنَ فينا المَشيبا |
ضرائبُ أبدَعْتَها في السَّماحِ | فلَسْنا نرى لك فيها ضَريبا |
تَخلَّصْتَني من يَدِ النَّائباتِ | و أحلَلْتَني منك رَبعاً خَصيبا |
و مُلِّكْتَ مَدحي كما مُلِّكَتْ | بنو هاشمٍ بُرْدَها والقّضيبا |
و أنَّى لواردِ بحرِ القريضِ | إذا وردَ المادحون القَليبا |
و لسْتُ كمَنْ يَستردُّ المديحَ | إذا ما كساه الكريمَ المُثِيبا |
يُحلِّي بمَدْحَتِه غيرَه | فيُمسي مُحلًّى ويُضحي سَليبا |