لَمحة ُ البارقِ من حيثُ لَمحْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَمحة ُ البارقِ من حيثُ لَمحْ | طَمَحَتْ للشَّوقِ وَهْناً فطَمَحْ |
أَذكَرَتْنا الجِيرَة َ الغادين من | برقة ِ الأبرقِ والرَّكْبَ الرَّوَحْ |
و الخيامَ المُسْتَقِلاَّتِ ضُحًى | بظِباءِ نَزَحَتْ فيمن نَزح |
و تَرى الكارين مَغبوقاً به | رَوَقُ الغيثِ بهأو مُصطَبَح |
و قُرى دِجلة َ تَطفو فوقَه | واضحاتِ النَّهْجِ ما فيه وضَح |
كلُّ خَفَّاقِ الجَناحينإذا | فارَقَته غَمْرة ُ الماءِ جَنَج |
و الرُّبا من شاطىء ِ النَّهرِإذا | سَرَبَ الماءُ عليه وسَرَح |
و اختيالُ الرَّوضِ في وَشْيِ الحَيا | و اعتراضُ الجوِّ في قَوسِ قُزَح |
وَطَنُ اللَّهوِفَمن مجروحة ٍ | دمعُها الرّاحُو دمعٌ مُجتَرَح |
يُسلِمُ الدمعَ عليه نازحٌ | لو رآه أسلمَ الدمعَ قُزَح |
حَبَّذا أحناؤه لا المُنحَنى | و ذُرى الطَّلْحِ به لا مُطَّلَح |
حيثُ تُرْبُ الأرضِ مِسكٌ راقدٌ | فإذا نبَّهه القَطْرُ نفَح |
و مَقالُ الشَّرْبِ للساقي أَدِرْ | فَلَكَ الرّاح وللطاهي برَح |
يا ابْنَ فَهْدٍ أنتَ لي جارٌإذا | حادثٌ أعضلَأو خَطْبٌ فَدَح |
كلُّ قولي لكَ ما هذا ندى ً | حين قولي لأُناسٍ ما أشحّ |
أَرَبي أن أجلُبَ الحمدَ إلى | يَعرُبيّ الفخْرِأو أُهدي المِدَح |
وَهَبَ المجدُ له أوضاحَه | فارتداهُنَّو للنَّاسِ التَّرَح |
بات يجري والحيا في طَلَقٍ | كلَّما كلَّ مُجاريه جَمَح |
هِمَّة ٌ إن شامَها غاضَتْ به | هِمَّة ٌ إن رامَها لاحٍ ألحّ |
أصلحَ اللّهُ لكَ الدَّهرَفقد | أصلحَتْ يُمناك دهري فصَلُح |
هو عيشٌ عادَ في صِحَّتِه | و هلالٌ عادَ للسُّقْمِ شَبَح |
و صِيامٌ أزعجَت بارحَه | سانحاتُ الفِطرِ من حيثُ سَنَح |
و رياضٌ تُجتَلى في طَرَفٍ | نظمَ القَطْرُ حِلاها ومَلُح |
فإذا مرَّ بها مُرتَجِزٌ | عاد فيها هَزِجَ الصَّوتِ أَبَحّ |
فالبَسِ البُردَ الذي منه ضَفا | و ادخلِ البابَ الذي منه انفتَح |
و اقتدِح نارَ سرورٍ زَنْدُها | حينَ يخبووجهُ ساقٍ وقَدَح |
بينَ أوتارٍ إذا ما استُنطِقَتْ | نثِرَ العُنَّابُ فيه والبلَح |
و إذا ازْدَدْتَ لشيءٍ فَرَحاً | فليَزِد شانيكَهمّاً وترَح |