أُؤَنِّبُ الشَّوقَ فيهِمو هو يَضطَرِمُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أُؤَنِّبُ الشَّوقَ فيهِمو هو يَضطَرِمُ | و أستَقِلُّ دموعَ العينِو هي دَمُ |
للّهِ أيُّ شُموسٍ منهُمُ غَرَبَتْ | بِغُرَّبٍو بدورٍ ضَمَّها إِضَمُ |
بِيضٌ تُخَبِّرُ عنها البِيضُلا مِعَة ً | بأنَّهنَّ نَعيمٌ دونَه نَقَمُ |
أَهْدَتْ لهُنَّ على خَوْفٍ إِشارَتَنا | تَحيَّة ً رَدَّها العُنَّابُ والعَنَمُ |
هيَ الظِّباءُ ولي من رَبعِها حَرَمٌ ؛ | و هيَ الشِّفاءُو لي من لَحْظِها سَقَمُ |
سُقْيا المحبِّينَ من أَهلِ الحمى ظَمأٌ | بَرْحٌو سُقياهُ من أَجفانِها دِيَمُ |
و ما تَحَكَّمَ في دارٍ فِراقُهُمُ | إلا غَدَتْ في دموعِ العَيْنِ تَحتَكِمُ |
سَلِمْتَ ما فَعَلَتْ غِزْلانُ ذي سَلَمٍ | إذا الكِناسُ الذي حلَّتْ به سَلَمُ |
يُمْسي به الحُسنُ والإِحْسانُ في قَرَنٍ | و يُصبحُ الخِيمُ في مَعناه والخِيَمُ |
جَادَتْكَ مُذهَبَة ٌ بالبَرْقِ مُجلِبَة ٌ | بالرَّعْدِ تَربَدُّ أحياناً وتَبتَسِمُ |
كأنَّهاو جَنوبُ الرِّيحِ تَجنُبُها | بحرٌ يَسُدُّ فَضاءَ الجوِّ مُلتَطِمُ |
منَ اللَّواتي تقولُ الأرضُإن بسَمَتْ | هَذي الحياة ُ التي يَحيا بها النَّسَمُ |
كأنَّها إذ توَلَّتْو هيَ مُقْلِعَة ٌ | جَيْشُ العَدوِّ تولّىو هو منهَزِمُ |
عادَتْ حُماتُهُمُ سُفْعاً خُدودُهُمُ | كأنَّما سَفَعَتْ أبشارَها الحُمَمُ |
وَلَّتْ وبِيضُ ابنِ عبدِ اللّهِ تَنشُدُها | كالطَّيْرِ رَوَّعَها من بارقٍ ضَرَمُ |
أطفأْتَ بالكَرِّ والإِقدامِ نارَهُمُ | و قبلُ كانتْ على الإسلامِ تَضطَرِمُ |
دَفَعْتَهم بِغِرارِ السَّيفِ عن بَلَدٍ | رَحْبٍ تَدافَعَ فيه سَيْلُكُ العَرِمُ |
فأصبَحَتْ من وراءِ اليَمِّ شَوْكَتُهم | و همْ من البِيضِ إن جرَّدْتَها أُمَمُ |
غَشِيتَهُم برماحٍ ليسَ بينَهُمُ | و بينَ أطرافِهاإلٌّ ولا ذِمَمُ |
و نِلْتَ أَمنعَهُم حِصْناًو أبعَدَهم | فليسَ تَعصِمُهُمْ من بأسِكَ العِصَمُ |
و باتَ ذو الأمرِ منهُمْقد أَلَمَّ بهِ | من خَوْفِ إلمامِكَ المُؤذي به لَمَمُ |
تَروعُ أحشاءَهُ بالكُتْبِوَ هْوَ لَهَا | خَوفُ الرَّدى ورجاءُ السِّلمِ مُستَلِمُ |
لا يَشرَبُ الماءَ إلا غَصَّ من حَذَرٍ | ولا يُهَوِّمُ إلا راعَه الحُلُمُ |
اللّهُ جارُكَو الأرماحُ جائِرَة ٌ | و البِيضُ تأخُذُ من ألوانِها اللِّمَمُ |
و النَّقْعُ لَيْلٌ يَكُفُّ الطَّرْفَ غَيهَبُه | و المُرهَفاتُ كقَرْنِ الشَّمسِ تَزدَحِمُ |
أَضْحى بِنَجْدَتِكَ الإسْلامُ مُعْتَصِماً | و أنتَ باللّهِ والهِنديِّ مُعْتَصِمُ |
تُزجي القَناو المنايا فيه كامنة ٌ | فتَحطِمُ الشِّرْكَ أحياناًو يَنحَطِمُ |
أَعْجِبْ بهِحينَ يَدعوهُ لمَلحَمَة ٍ | أَصَمُّ ليسَ به عن دَعْوَة ٍ صَمَمُ |
كأنَّهاو العَوالي مِلءُ ساحَتِها | مَغارِسُ الخَطِّ فيها للقَنا أَجَمُ |
فالغَزْوُ مُنْتَظِمٌو الفَيءُ مُقْتَسَمٌ | والدِّينُ مُبْتَسِمٌ والشِّرْكُ مُصْطَلَمُ |
يا سائلي عن عليٍّ كَيفَ شِيمَتُهُ | انظُرْ إلى الشُّكْرِ مَقْروناً به النِّعَمُ |
مَدْحٌ يَغُضُّ زُهَيْرٌ عنه ناظِرَه | و نائلٌ يَتوارَى عِنْدَهُ هَرِمُ |
و باسطٌ يَدَه بالعُرْفِ مُطلِقُها | بالحَتْفِ يُنعِمُ أحياناً ويَنتَقِمُ |
مُشَهَّرٌ مثلُ بيتِ اللّهِ نعرِفُه | بِفَضْلِ ما ذاعَ عنه العُرْبُ والعَجَمُ |
إذا بَدا الصبحُفهو الشَّمسُ طالِعة ً ؛ | و إن دَجَى اللَّيلُفهو النارُ والعَلَمُ |
لا يَستعيرُ له المُدَّاحُ مَنقَبَة ً | و لا يقولون فيه غيرَ ما عَلِموا |
رأى السَّماحَ فطيماًفاشرَأَبَّ له | و خيرُهُم مَنْ رَآهو هو مُحتَلِمُ |
رَحبٌ على آمليهِ ظِلُّ رَحْمَتِهِ | و ليسَ بينَهُمُ قُربَىو لا رَحِمُ |
عَمَّتْ أياديهإذ عَمَّ الحَيا بلداً ؛ | إنَّ التي عَمَّتِ الدُّنيا هي الكَرَمُ |
فما نباليإذا فُزْنا بِديمَتِهِ | أن يُمْسِكَ الغَيْثُ أو أن تَهلِكَ الدِّيَمُ |
هو الحَيا والغِنى ما انهَلَّ عارِضُه | و هو الرَّدَى ما ارتدى بالسَّيفِ والعَدَمُ |
رمى الصَّليبَ وأبناءَ الصَّليبِفلم | تُغْمَدْ صَوارِمُه إلاّ وهُم رِمَمُ |
بالبِيضِ تُنْكِرُها الأغمادُ مُغمَدَة ً | و الجُرْدِ تَعرِفُها الغِيطانُ والأَكَمُ |
لا تُخلَعُ العُذْرُ عنها عندَ أَوْبَتِها | و لا تُنَفَّسُ عن أَوساطِها الحُزُمُ |
كأنَّما نُتِجَتْ للحَربِ مُسرَجَة ً | مرَكَّباتٍ على أفواهِها اللُّجُمُ |
يا صارِمَ الدينِإنَّ الدِّينَ قد عَلِقَتْ | كَفَّاهُ منك بِحَبْلٍ ليسَ يَنصَرِمُ |
أَشِيمُ عَفْوَكَ عِلْماً أنْ سَتَنْشُرُه | عَليَّ تلك السَّجايا الغُرُّ والشِّيَمُ |
كَانَ انصرافيَ جُرْماً لا كِفاءَ له | عنديو أيُّ لَبيبٍ ليسَ يَجتَرِمُ |
رَأْيٌ هَفَا هَفْوَة ً زَلَّتْ لها قَدَمي | و ما هَفا الرأيُإلاّ زَلَّتِ القَدَمُ |
هو اضطِرارٌ أزالَ الاختيارَو هل | يَختارُ ذو اللُّبِّ ما يُرْدي وما يَصِمُ |
و كيفَ يَجتَنِبُ الظَّمآنُ مَورِدَهُ | عَمْداًإذا راحَ وهو البارِدُ الشَّبِمُ |
صَفْحاً فلو شُقَّ قلبي عن صَحيفَتِه | لَظَلَّ يُقْرَأُ منه الخوفُ والنَّدَمُ |
جاءَتك كالعِقْدِ لا تُزْري بِنَاظِمِها | حُسناًو تُزْري بما قالوا وما نَظَمُوا |
و الشِّعْرُ كالرَّوْضِ ذا ظامٍ وذا خَضِلٌ | و كالصَّوارمِ ذا نابٍ وذا خَذِمُ |
أو كالعَرانينِ هذا حظُّهُ خَنَسٌ | مُزْرٍ عليهو هذا حظُّه شَمَمُ |