أُسَلِّمُ للأَيَّامِ أَم لا أُسَلِّمُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أُسَلِّمُ للأَيَّامِ أَم لا أُسَلِّمُ | و أَحمِلُ ظُلْمَ الدَّهْرِ أَمْ أتظَلَّمُ |
بَكَيتُ على شِعْرٍ أُصيبَ كما بكى | على مالكٍ لمَّا أُصيبَ مُتَمِّمُ |
تَعزَّيْتُ عن نَيْلِ الثَّراءِ بِفَضْلِهِ | و ما مُعْدِمٌأثرى من الفَضْلِ مُعْدِمُ |
أُجانِبُ فيه لذَّتي ومَكاسبي | و أهجُرُ فيه النَّومَو الناسُ نُوَّمُ |
إذا ما المعاني أَومَضَتْ لي بُروقٌها | و ساعَدَها وَشْيُ الكَلامِ المُنَمنَمُ |
رَأَيْتُ التهابَ الحَلْيِ في جِيدِ غادَة ٍ | تَرائِبُها من تَحتِهِ تَتَبَسَّمُ |
نِظامٌ منَ السِّحْرِ الحلالِ مُخَيِّلٌ | لِسامِعِه أنَّ الكَواكِبَ تُنظَمُ |
فَلمَّا اغتَدَى كالسَّيفِ أَخلَصَ صَيْقَلٌ | ظُباهو كالرُّمْحِ انتحاه مُقَوِّمُ |
و عاذَتْ برّيَّاه النُّفوسُ كأنَّه | نَسيمٌ على أيدي الصَّبا يُتَنَسَّمُ |
تَحلَّى به قَوْمٌ سِوايَفكذَّبوا | و هل يَلِدُ الشُّهْبَ اللوابج أدهَمُ |
و شُنَّتْ عليه للمَجانينِ غارة ٌ | فأصبحَ نَهباً بينَهم يُتَقَسَّمُ |
هي الغارَة ُ العُظمى التي بسيوفِها | أُبيحَ حِمى الآدابِو هو مُحرَّمُ |
أرى الجَوْرَ قد عَمَّ الأنامَ بأَسْرِهِمْ | فلا عَدْلَ إلا للظُّبا حينَ تَحكُمُ |
أَيُدْفَعُ عن حَلْيِ البَلاغَة ِ مُعْرِبٌ | و يَرْفُلُ في وَشْيِ الفَصاحة ِ أَعْجَمُ |
هوَ النَّقَدُ المسلوبُ من غارَة ِ الوَغَى | و لكنَّهُ في غارَة ِ الشعرِ ضَيْغَمُ |
يَفوتُ الحديدُ النَّابِ والظِّفرِ إن سَطا | فما ضَرَّه إن راحَ وهو مُقَلَّمُ |
دَعُوا الأنْجُمَ الزُّهْرَ التي أَعجَزَتْكُمُ | لمَطْلِعِها ما دامَ للشعرِ أنجُمُ |
و لا تُحْفِظُوا رَبَّ الحِفاظِ لأنَّه | حَلَتْ لكُمُ أخلاقُه وهو عَلْقَمُ |
يَمُجُّ لكم شهدَ الكَلامِ لِسانُه | و ما مَجَّ يَوماً قبلَه الشَّهْدَ أَرقَمُ |
رَدَدْتُ سِهامَ الذَّمِّ عنكم مُذَمَّماً | و بعضُ قوافي الشِّعْرِ سَهْمٌ مُسَمَّمُ |
رَأيتُكُمُ مَوتَى فكَفْكَفْتُ غَربَها | و هل ناظرَ الأمواتِ حينَ تَكَلَّم |
و إن تَسْأَلوني قَطرة ً من مَحاسنٍ | فحَوضيَ من ماءِ المحاسنِ مُفعَمُ |