اللّهُ جارُكَ ظاعِناً ومُقيما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
اللّهُ جارُكَ ظاعِناً ومُقيما | و ضمينُ نَصرِكَ حادثاً وقَديما |
إنْ تَسْرِ كان لك النَّجاحُ مُصاحباً | أو تَبْقَ كان لك السُّرورُ نَديما |
تَغشاكَ بارِقَة ُ السَّحابِإذا سرَتْ | غيثاًو تلقاكَ الرِّياحُ نَسيما |
أنتَ الربيعُ الطَّلْقُ إن شاءَ الثَّرى | و تَزَحَّلُ الأنواءِ سَرَّ قُدوما |
للّهِ همَّتُكَ التي رَجَعَتْ بها | هِمَمُ الملوكِ الصَّاعِداتُ هُموما |
و رياحُكَ اللاتي تَهُبُّ جَنائباً | و لربَّما أجريتَهُنَّ سَمُوما |
و خلالُكَ الزُّهْرُ التي أَنِفَتْ لها | قِمَمُ المَراتبِ أن تكونَ نُجوما |
كم من عظيمِ القَدْرِ قد لقَّيْتَه | خَطْباً بأطرافِ الرِّماحِ عَظيما |
و مُشَهَّرٍ يُدعى الكَريمَ تَركتَه | يُدْعَىو قد هَطَلَتْ يَداكَلَئيما |
أَفنَتْ ظُباكَ الرُّومَ حتّى أنها | لم تُبْقِ إلا ظَبية ً أو رِيما |
و مَحَوْتَ آثارَ الصَّليبِفلم تَدَعْ | للعينِ منها مَعلَماً مَعلوما |
خَيْلٌ تُثابُ على تَتابُعِ كَرِّها | نَدْباً على لَبَّاتِها وكُلوما |
و ظُباً مُحرَّمَة ٌ على أَغْمادِها | حتى تُبيحَ من الضَّلالِ حَريما |
و مكارِمٌ أنصَفتَ فيهِنَّ العُلى | و تركتَ مالَك بينها مَظْلوما |
مَنَحَتْكَ طاعَتها القبائلُ رَهبة ً | فمنحتَ جَمرَة َ عِزِّها تَضريما |
أَعطالكَ أَصعَبُها الخِطامَو لم يَكُنْ | ليقودَ غَيرُكَ صعبَها مَخطوما |
فغدَتْ سَوامُكَ لا تَحاوِلُ نَبوَة ً | أبداًو لا تَبْغي سِواكَ مُسيما |
يَستَمطِروهُ مَواهِباً ومَواعِداً | لم تَعْدُ منك سَحائباً وغُيوما |
أَسَمِيَّ مُرهَفَة ِ السُّيوفِ فَضَلْتَها | شِيَماً إذا جَدَّ القِراعُ وَخِيما |
و أَرى الأراقِمَ قَلَّدَتْكَ أمورَها | فدَعَتْكَ مُذْ فَقَدَتْ أباكَ زَعيما |
أَلبَسْتَني نِعَماً رَأيتُ بها الدُّجى | صُبْحاً وكنتُ أرى الصَّباحَ بَهيما |
فغَدَوْتُ يَحسُدُني الصَّديقُو قبلَها | قد كانَ يَلقاني العَدُوُّ رَحيما |
فملأتُ آفاقَ البِلادِ بمَنْطِقٍ | لولا الثَّناءُ عليكَ عادَ وُجُوما |
فسَلِمْتَ من نُوَبِ الزَّمانِو لا غَدَا | شانيك من معنى السَّليمِ سَليما |
طلبَ الملوكُ غُبارَ شأوِكَ فانثَنَوا | صِفْرَ اليَدَيْنِ وخاماً وذَميما |
إن يَسمَحُوا في الحِينِأو يَتكَلَّفوا | كَرَمَ النُّفوسِ فقد خُلِقْتَ كَريما |