هَوِيتُهاو الفِراقُ يَهواها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هَوِيتُهاو الفِراقُ يَهواها | فحالَ بيني وبينَ لُقيَاها |
و لَم يكُن للحِمامِ بي قِبَلُ | لو لم تُعِنْهُ عليَّ عَينَاها |
مقسومة ٌ للنَّوَى مَحاسنُها | و للفُؤادِ المَشوقِ ذِكرَاها |
حيَّيتُها والجَنوبُ رافعة ٌ | جَوانِبَ السِّجفِ عن مُحيَّاها |
فشِمتُ مِن ثَغرِهاعلى ظَمَإِ | بارقة ً لا أَنالُ سُقياها |
لو أفرَطَتْ بالعقيقِ خَجْلَتَها | أسلمَ ماء العَقيقِ خَدَّاها |
و كيفَ تَغَنى بوَصلِ غانية ٍ | مَراحُها للنَّوى ومَغداها |
رقيبُها في الظلامِ مِبسِمُها | و في سَنا الصُّبحِ طِيبُ ريَّاها |
لعلَّ أيامَناالتي سَلفَت | تعودُ بِيضاً كما عَهِدنَاها |
أيامَ لا أستميحُ غانية ً | إلاّ شَرَت دينَها بِدُنياها |
تَرتعُ حولَ الظَّباءِ آنسة ً | نظائراً في الجمالِ أَشباها |
رَقَّت عن الوَشْيِ نَعمة ًفإذا | صَافَحَ منها الجُسومَ وشَّاها |
أسلَفَني الدهرُ عندَهنَّ يداً | حتَّى إذا استُحْسِنَت تَقضَّاها |
فاليومَ لا أحسَبُ الوِصالَ غِنى ً | و لا إِخالُ الشبابَ لي جَاها |
قد خُلِقَت راحة ُ الأمير حَياً | تَغلِبُ صَوبَ الحيا بجَدواها |
كانَت رياحُ السَّماحِ راكدة ً | حتَّى جَرى سابقاًفأجرَاها |
أغرُّ طَلْقُ اليَدَينِ لو طُلِبَت | منه ليالي الشَّبابِ أعطَاها |
إذا القَوافي بذِكرِه اشتملَت | عطَّرَها ذِكرُه وحَلاَّها |
إِنْ لَحَظَ المُشكِلاتِ أوضحَها | و إنْ سقَى المُرهَفاتِ أَروَاها |
كم نِعمة ٍ للرَّبيعِ جادَ بها | و نَقمة ٍ كالحريقِ أَطفَاها |
تنَالُ أقصَى البلادِ لحظَتُه | كأنَّ أقصَى البلادِ أدنَاها |
لا تَعجَبوا من عُلُوِّ هِمَّتِه | و سِنُّه في أَوانِ مَنشاها |
إِنَّ النُّجومَ التي تُضيءُ لنا | أصغرُها في العُيونِ أَعلاها |
مُسَدَّدٌ تاهتِ الإِمارة ُ مُذ | نِيطَ به عِبئُها ومَا تَاها |
جَاءَته قبلَ الفِطامِ سافِرة ً | يَهتَزُّ شَوقاً إليه عِطفَاها |
آمنَ في ظِلِّه رَعِيَّتَه | خَوفَ أعاديه حينَ عادَاها |
أَهملَها في نَوالِهو غَدا | مُشتَمِلاً بالحُسامِ يَرعاها |
إِذا غدا المُستمِيحُ أَعدَمَها | أَعادَه بالنَّوالِ أَثْراها |
من دَوحة ٍ طالَ فَرعُهاو رسَت | أصولُهاو استُلِذَّ مَجنَاها |
سُرْجٌ أضاءَت على الزمانِ فما | أخمدَها الدهرُ مُنذ أَذكَاها |
يَنسِبُها للعُيونِ رَونَقُها | تَخلُبُ بالحُسنِ من تَردَّاها |
كأنَّ سِحرَ العُيونِ سَاعدَها | فدَبَّ في لَفظِها ومَعناها |
عَذراءُ جَلَّت عن الخُدورِ فقَد | أصبحَ رُكنُ الصُّدورِ مَأَواها |