مَلامُك في الهَوى أذكَى غَليلي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مَلامُك في الهَوى أذكَى غَليلي | و أَضرمَ لوعة َ الكَمَدِ الدَّخيلِ |
أَرى جَزَعي لبينِهمُ جميلاً | فكيفَ أعوذُ بالصَّبرِ الجميلِ |
نوًى خَلَعت عِذارَ الدَّمعِ حتَّى | لَقامَ بعُذرِنا عند َالعَذولِ |
فراقٌ ما يُفتِّرُ مِن فريقٍ | يُطِلُّ دَمِي ودَمعِي في الطُّلولِ |
و هَل يَخلُو الفَؤادُ من التَّصابي | إذا خَلَتِ الدِّيارُ مِنَ الخَليلِ |
أعادَ لنا هَجيرَ الهَجرِ ظُلماً | و كنَّا للتَّواصُلِ في أَصيلِ |
و جالَ الطَّرفُ في عِطْفَيْ قضِيبٍ | يُؤَرِّقُهُ وسَالِفَتَيْ خَذُولِ |
تَضِرُّ بِجُلَّنارِ الخَدِّ خَوفاً | و تَبذُلُ نَرجِسَ الطَّرفِ الكَحِيلِ |
و كم أهدَت إلى الأحِشاءِ لمَّا | تَهادَت في الغَلائلِ من غَليلِ |
أغارُإذا أذاعَ خَفِيَّ وَجدي | و أرَّقَني سنا بَرقٍ كَليلِ |
و حلَّ عُقودَ دمعي في محلٍّ | كأنَّ نُحولَ مَعلَمِه نُحولي |
كأنَّ يدَ الرّبابِ حلَت رُباه | من النُّوَّارِ في وَشيٍ صَقيلِ |
إذا ابتسمَ الشقائقُ فيه صبحاً | تأوَّد من نسيمِ صِباً عليلِ |
يُذكِّرني انحدارُ الطَّلِّ فيه | مَسِيلَ الدمعِ في الخَدِّ الأَسِيلِ |
عَلامَ أَصُدُّ عن حَظٍّ جَزيلٍ | و أقنَعُ بالقليلِ مِنَ القليلِ |
و قد أَحيا السَّماحَ لنا ابنُ يَحْيَى | و نَوَّهَ باسمِه بَعدَ الخُمولِ |
فتًى يَثْني الثَّناءَ إليه مَجدٌ | يُقابِلً آمليهِ بالقَبولِ |
و نَشَّرَ من شمائلِ أَرْيَحيٍّ | كما جَرَتِ الشَّمالُ على الشَّمولِ |
بَلَوْناهُ أَجَلَّ الأزدِ قَدْراً | و أسطاها على الحَدَثِ الجَليلِ |
و لمَّا طابَ أصلاً طابَ فَرعاً | و طِيبُ الفَرعِ من طِيبِ الأصولِ |
فإنْ يَفْخَرْ على الأَكفاءِ يَوماً | فلِلغُرَرِ الفَخارُ على الحَجولِ |
وَصَلْتُ به الرَّجاءَفوَاصَلَتْني | سَجِيَّة ُ ماجِدٍ بَرٍّ وَصُولِ |
فَمِنْ رَوِضٍ حَمَدتُ به مُرادي ؛ | و من ظِلٍّ شَكَرْتُ به مَقيلي |
مَحَلٌّ تَرتَعُ الآمالُ فيه | مدى الأيَّامِ في ظِلٍّ ظَلِيلِ |
و للخَطِّيِّ فيه طُولُ خَطْوٍ | يُقَصِّرُ مُدَّة َ العُمْرِ الطَّويلِ |
مَلَكْتَأبا الحُسينِجَزيلَ شُكرْي | بما أَولَيْتَ من نَيلٍ جَزيلِ |
أَطلْتَ على الزَّمانِ يَدَيَّ حتَّى | سطَوْتُ عليه سَطوة َ مُستطيلِ |
و كم صاحَبْتُ من أملٍ مُحالٍ | فأوقَفَني على طَلَلٍ مُحيلِ |
أُؤَمِّلُ مَعْشراً جَهِلُوا المَعالي | فضَلُّواوَ هْيَ واضِحَة ُ السَّبيلِ |
فأيُّهُمُ انكفَتْ هِمَمي إليه | رَأَتْ قُفْلاًفَجَدَّتْ في القُفُولِ |
أَجودُ على الجَوادِ بِحُرِّ مَدْحي | و أَبخَلُ بالثَّناءِ على البَخيلِ |
و آبى أن يُرى حَلْيُ امتداحي | على النَّابي الكَهامِ من النُّصولِ |
أَتتْكَ يَجُولُ ماءُ الطَّبعِ فيها | مَجالَ الماءِ في السَّيفِ الصَّقيلِ |
قَوافٍإن ثَنَتْ للمَرءِ عِطْفاً | ثَنَى الأَعطافَ في بُرْدٍ جَميلِ |
فلا تَحْفِلْ بِلَفْظٍ مُستَعارٍ | تُغَبُّ بهو مَعنى مُستَحيلِ |