أخلِقْ بعَاتبِ رُشدِه أن يَقدَما
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أخلِقْ بعَاتبِ رُشدِه أن يَقدَما | و بواصلٍ من غَيِّه أن يَصرِما |
و بما تساقطَ من ريادهِ مَشيبِه | في حالِك الفَوْدَيْنِ أن يَتضرَّما |
مثَلَت له مِرآتُهفبكَىو كم | مَثلَت له مِرآتُهفَتَبَسَّما |
لَحَظَ السَّوادَ مُودِّعاًفأنابَه | نَعَساً ومالَ على البياضِ مُسلِّما |
ما كان أوَّلَ مَن رأَى حَرَمَ النُّهى | فنضَا بهِ بُردَ الحَرامِ وأحرمَا |
أمَّا وحَلْيُ العَارضَينِ ثِقافُه | فلنَحكُمُنَّ عليه أن يتَقوَّما |
كانَ الهَوى صُبحاً بليلِ شَبابه | فدَجَى بإِصباحِ المَشيبِ وأظلَما |
و المَرءُ ما وجدَ الشبيبة َ واجدٌ | مُثرٍفإن عَدِمَ الشبيبة َ أَعدَما |
ما راعَ أفئدة َ الدُمى بصدودِه | عنهنَّإلا وهو من أَرَبِ الدُّمى |
هذي الخيامُو ذا العقيقُ ولن يُرى | أبداً بأفنية ِ الخِيامِ مُخيِّما |
و لرُبَّ خيلِ بَطَالة ٍ خَلَّيتَها | تطأُ الملامَة في الهوى واللُّوَّما |
و مُعَصفَرِ الخدِّ الأسيلِ صَبحتُه | بمُعَصفرِ الناجودِ يَنضَحُ عَندَما |
و أغنَّ دَافعتُ الهَوى بوصالِه | و شَقِيتُ في حُبِّيه كيما أنعَما |
يُنمَى العَفافُ إليَّ مُغترِباً كما | يُنمى السماحُ إلى الأمير إذا انتمَى |
الآنَ جنَّبني الزمانُ أذاتَه | و أعادَ لي بُؤسي الحوادثَ أَنعُما |
بأغرَّ يمنَحُني السَّبيكَ المُقتَنى | كرَماًو أمنحُه الحَبيكَ المُعلَما |
و قَريبِ مَجنَى العُرفِ إلاّ أَنَّه | تَرمي به الهِمَّاتُ أَبعدَ مُرتمَى |
تَعتَدُّ نَجدتَه عَدِيٌّ عُدَّة ً | و تَخالُه صِيدُ الأَراقمِ أرقَما |
كالغَيثِ يُحيي إن هَمى والسيلُ يُردي | إن طمَى والدهرُ يُصمي إن رَمَى |
شَتَّى الخِلالِ يروحُ إما سالباَ | نِعَمَ العِدا قَسراًو إما مُنعِماً |
مثلُ الشِّهابِ أصابَ فجّاً معشِباً | بحريقِهو أضاءَ فجّاً مُظلِماً |
أو كالغَمامِ الجَونِ إن بعثَ الحَيا | أحياو إن بعثَ الصَّواعِقَ أضرَما |
أو كالحُسامِإذا تبسَّمَ مَتنُه | عَبَسَ الرَّدى في حَدِّه فتجهَّما |
كَلِفٌ بِدُرِّ الحَمدِ يَبرُمُ سِلكَه | حتَّى يُرى عِقداً عليه منظَّما |
و يُلِمُّ مِن شَعَثِ العُلى بشَمائلٍ | أحلَى من اللّعَسِ المُمنَّع واللَّمَى |
و فصاحة ٍ لو أنَّه ناجَى بها | سَحبانَ أو قُسَّ الفَصاحة ِ أفحَما |
لفظٌ يُريك بديعُه حَلْيَ الدُّمَى | طَلقاًو نُوَّارَ الرُّبَا مُتبسِّما |
يُصغَى إليه مع الظَّمافكأنَّما | يُسقَى به صَرفُ المُدامِ على الظَّما |
كم مطْلَبٍ قَصُرَتْ يدي عن نَيلِه | فجعلتُه سبباً إليه وسُلَّما |
لولاه لم أمدُد بعارفة ٍ يداً | تَندَىو لم أَفْغَرْ بقافية ٍ فَما |
لا يَخطُبنَّ إليَّ حَلْيَ مَدائحي | أَحَدٌ فقد وجَدَ السِّوارُ المِعصمَا |
تلكَ المكارِمُ لا أرَى مُتأخِّراً | أولى بها منهو لا مُتقدِّما |
عفوٌ أظلَّ ذوي الجرائمِ ظِلُّه | حتَّى لقَد حسدَ المُطيعُ المُجرِما |
و ندى ً إذا استمطرتَ عارضَ مُزنِه | حنَّ الحَيا الرِّبعيُّ فيه وأَرزَما |
وَ لرُبَّ يومٍ لا تزالُ جِيادُه | تَطأُ الوَشيجَ مُخضِّباً ومُحطِّما |
معقودة ٌ غُررُ الجيادِ لنَقعِه | وجُحولُها مما يخوضُ به الدِّما |
يلقاك من وَضَحِ الحديدِ مَوَضَّحاً | طوراًو من رهَجِ السَّنابِك أدهَما |
و تُريك في عَبَثِ الصِّبا أياتُه | طَيراً على أمواجِ بحرٍ حُوَّما |
أقدمتَ تَفترِسُ الفوارسَ جُرأة ً | فيه وقد هاب الرَّدَى أن يُقدِما |
و النَّدبُ من لَقِيَ الأسنَّة َ سافراً | و ثَنى الأعنَّة َ بالعَجاجِ مُلَثَّما |
إسلَم أبا الهيجاءِ للشرفِ الذي | نَجَمَت عُلاك به فكانَت أنجُما |
وَ الْقَ الهَوى غضّاً بفِطرِكو المُنى | مجموعة ً لكو السُّرورَ مُتمَّما |
حتى تُريك أبا العلاء خِلالُه | كأبي العَلاءِ نجابة ً وتكرُّما |
قد كنتُ ألقَى الدهرَ أعزلَ حاسِراً | فَلقِيتُه بكَ صائلاً مُستَلئِما |
ما عُذرُ من بَسطَتْ يمينُك كفَّه | ألَّا ينالَ بها السُّها والمِرْزَما |
أنتَ السماءُ فَمَن جذبتَ بضَبعِه | كان الورى أرضاًو كان لهم سَما |