تَناهى فاطمأَنَّ إلى العِتابِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تَناهى فاطمأَنَّ إلى العِتابِ | وأحسنَ للعواذلِ في الخِطابِ |
وسارَ جَنِيبَ غُصْنٍ غيرِ رَطْبٍ | وكان جنيبَ أغصانٍ رِطابِ |
خَلَتْ منه ميادينُ التَّصابي | وعُرِّيَ منه أفراسُ الشَّبابِ |
وزهَّدَه خِضابُ الناسِ لمَّا | تولَّى عنه في زُورِ الخِضابِ |
وردَّ كؤوسَه في الحَلْي تُجلَى | وكان يَردُّها عُطْلَ الرِّقابِ |
وأيقنَ أنه ظِفرُ اللَّيالي | تبيَّنَ في شَبا ظِفْرٍ ونابِ |
وإن غادرْتَ مِصباحاً ضئيلاً | فقد ساوَرْنَ أثقبَ من شِهابِ |
رأيتُ رِداءَه عِبئاً عليه | وسهلَ طريقِه حَزَنَ الشِّعابِ |
كأن لم يُغْنِ فتيانَ العوالي | بنَجدَتِهوفتيانَ التَّصابي |
ولم يَعْدِلْ صفاءَ العيشِ فيهم | وبعضُهُمُ قَذاة ٌ في شَرابِ |
ورُبَّ مُعَصْفراتِ القُمْصِ طافَتْ | عليه بها مُعَصفرة ُ النِّقابِ |
وألفاظٍ له عَذُبَتْفأغنَتْ | غِناءَ الرَّاحِ بالنُّطَفِ العِذابِ |
يكرِّرُها على راووقِ فِكْرٍ | فيبعثُها كرَقراقِ السَّرابِ |
وخَرْقٍ طال فيه السَّيْرُ حتى | حَسِبناه يسيرُ مع الرِّكابِ |
صَحِبْنا فيه تَرْحاتِ التَّنائي | على ثِقَة ٍ بِفَرْحاتِ الإيابِ |
إلى الخِرْقِ الذي يَلقى الأماني | رحيبَ الصَّدْرِ منه والرِّحابِ |
لقد أضحَتْ خِلالُ أبي حُصَيْنٍ | حصوناً في المُلِمَّاتِ الصِّعابِ |
كساني ظِلَّ نائِلِهوآوى | غرائبَ مَنطِقي بعدَ اغترابِ |
فكنتُ كروضَة ٍ سُقِيت سَحاباً | فأَثنتْ بالنَّسيمِ على السَّحابِ |
عَطاءٌ يَسْتَهِلُّ البِشرُ فيه | فيبعثُه انسكاباً في التهابِ |
كما سارَتْ مؤلَّفَة ُ الهَوادي | بلَمْعِ البرقِ مُذهَبَة َ الرَّبابِ |
تَجرَّدَ للجِهادِفكان عَضباً | حديدَ الحَدِّ فيه غيرَ نابِي |
ينازلُ مُصلَتاً من كلِّ أوبٍ | ويدخُلُ مُعلَماً من كلِّ بابِ |
وأشيبَ عاينَ العلياءَ طِفْلاً | فقارعَ قبل تقريعِ العِتابِ |
وحرَّمَ مِسْمَعَيْهِ على المَلاهي | وهُدَّابَ الإزارِ على التُّرابِ |
يروعُكَوهومصقولُ السَّجايا | إذا ما هَزَّ مصقولَ الذُّبابِ |
وقد شَغَلَتْ كعوبُ الرمحِ منه | يَديهِ عن مُلامَسَة ِ الكِعابِ |
وخفَّ عليه ثِقْلُ الدِّرعِ حتى | كأنَّ دروعَه سَرَقُ الثِّيابِ |
وكم خَرقَ الحِجابَ إلى مَقامٍ | توارَى الشَّمسُ فيه بالحِجابِ |
إذا شُنَّتْ به الغاراتُ كانت | نفوسُ المُعلَمينَ من النِّهابِ |
كأنَّ سيوفَه بينَ العوالي | جداولُ يطَّرِدْنَ خِلالَ غابِ |
وخَيْلٍ قادَها في جِنْحِ ليلٍ | تَطيرُ بِوَطْئِها نارَ الضِّرابِ |
إذا مَرَقَتْ من الظَّلماءِ أذكَتْ | على المُرَّاقِ ثائرة َ العَذابِ |
وقِرْنٍ شامَ صفحتَهفعادَى | صفيحة َ سيفِه عندَ الضِّرابِ |
وقد وضحَتْ سطورُ البِيضِ فيه | كما وَضَحتْ سطورٌ في كِتابِ |
مناقبُ تملأُ الحُسَّادَ غَيْظاً | وتُغْني الطَّالبينَ عن الطِّلابِ |
وحُكمٌ تفْرُقُ الأعداءُ منه | كأنك فيه فاروقُ الصَّحَاب |
يَوَدُّكَ فيه مَنْ تَقضي عليه | لشافي الحُكمِ أوكافي الصَّوابِ |
إليكَ زَففتُها عذراءَ تأوي | حِجابَ القلبِ لا حُجُبَ النِّقابِ |
أذَبْتُ لِصَوْغِها ذَهَبَ القوافي | فأَدَّتْ رونقَ الذَّهَبِ المُذابِ |
تهاداها الملوكُ كما تَهادَتْ | أكفُّ البيضِ منظومَ السِّحابِ |
تروقُكوهي ناجمة ُ المعاني | كما راقَتْكَ نَاجِمَة ُ الحَبابِ |