هنيئا لنا ولأقصى العباد
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هنيئا لنا ولأقصى العباد | جهادك في الله حق الجهاد |
تباري الصبا وتناوي الشمال | تراوح أرض العدى أو تغادي |
بسمر القنا وببيض السيوف | وحر الكماة وغر الجياد |
جيوشا تضل الأدلاء فيها | وأنت لها بهدى النصر هاد |
إذا اكتحل الجو كحل الظلام | كحلت العيون بطول السهاد |
تقود أعنتها مستقيدا | إليك بها كل صعب القياد |
مظللة بعوالي الرماح | مكللة بطوال الهوادي |
مجللة منك برد اليقين | فهان عليهن حر الجلاد |
تولئهن لحمل الكماة | وتوطئهن صدور الأعادي |
مجيبا بهن منادي الإله | فلباك كل مجيب المنادي |
بعزم يذكر أرض الأعادي | هبوب العواصف في أرض عاد |
فأقدمتها يا بن عبد العزيز | لعز الموالي وذل المعادي |
لتحيي من حكم حكمه | بسقي الردى كل باغ وعاد |
ولم يثنها عن مدى غارة | تغورها في مغار البعاد |
ولا أخرت يانعات الرؤوس | ليوم الجنى وليوم الجداد |
فلأيا طردت المها عن أسود | أبرتهم في مكر الطراد |
ديارا سقيت دم المانعيها | متون الربى وبطون الوهاد |
وأطفأت فيهن نار السيوف | وأضرمت منهن قدح الزناد |
وقودا تبيض فيها الليالي | ويصبغ نور الضحى بالسواد |
بما بدلت من مجال الرماح | مجال الرياح بها في الرماد |
فألبست فيها ثياب السرور | وغادرتها في ثياب الحداد |
بفتح تفتح منه الأماني | إلى كل حاضر أرض وباد |
معالم منها تعلمت منك | إليك مسالك سبل الجهاد |
فأعليت نحوك بند الثناء | وقدت إليك خيول الوداد |
وشرد جفني لذيذ المنام | وعطل جنبي وثير المهاد |
مثالا تمثلته منك فيك | وأنت إلى الغزو سار فغاد |
فكم أبت منه ببيض الوجوه | كما أبت منك ببيض الأيادي |
وكم عدت منه بفتح الفتوح | كما عاد لي منك عهد العهاد |
ولكن منكم جوادي وسرجي | ونزلي ويسري ومائي وزادي |
وأنتم شددتم يميني برمحي | وهيأتم عاتقي للنجاد |
وأنتم سقيتم ثراة اغترابي | سجال الغمام وصوب الغوادي |
فتلك أزاهيرها قد سقيتم | تفوح لكم من أقاصي البلاد |
ويسري بها في الدجى كل سار | ويشدو بها في الورى كل شاد |
على كل فلك طروق الشراع | وفي كل رحل وثيق الشداد |
وتلك حدائق ما قد غرستم | منى وجنى لنفوس العباد |
تروض من نشرها كل أرض | ويندى بإنشادها كل ناد |
ستؤتيكم أكلها كل حين | ويجنيكم زهرها كل واد |
بإحياء فخركم للحياة | وإجزال ذخركم في المعاد |
ودونك غراء يضحي سناها | بغرة سيدها في ازدياد |
فلا خانها امل المستفيد | وأبقيت في عمر مستفاد |