قد الخيل والخير بأسا وجودا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قد الخيل والخير بأسا وجودا | وصل أبد الدهر عيدا فعيدا |
ودونك فالبس ثياب البقاء | فأخلق جديدا وأخلف جديدا |
مظاهر ما أورثتك الجدود | من الحلل الملبسات الجدودا |
سنى وسناء وملكا وملكا | وسيفا وسيبا وجدا وجودا |
وما نثرته عليك السعود | محاسن تبهر فيها السعودا |
حلى منحت منك زهر النجوم | شنوقا تحلى بها أو عقودا |
بوأنت وسعت بهن الرجال | ملابس ألبستهن الخلودا |
فخولت منها اللهى والخيول | وعبدت منها المها والعبيدا |
وألبست فيها الحلى والدروع | وأسحبت منها الملا والبرودا |
وكم قد كسوت ثياب الحداد | بلادا لبست إليها الحديدا |
فأشرقت بالدين نورا مبينا | وألحقت بالشرك حتفا مبيدا |
كتائب حليتهن السيوف | وتوجتهن القنا والبنودا |
صوارم بوأتها في الرقاب | معاهد أنسيتهن الغمودا |
كما فتقت نيرات الصباح | تفتح في الروض روضا نضيدا |
وسمرا جلوت بها للعيون | وجوه المهالك حمرا وسودا |
يرينك تحت سجوف العجاج | نواظر أنسيتهن الهجودا |
مصارع قربت منها نفوسا | تعاطين منها مراما بعيدا |
فمليته عز نصر وفلج | كفيل المزيد بأن تستزيدا |
وهنيته فتح أيام عيد | جدير عوائده أن تعودا |
ولقيته عيد فأل بوعد | لنصرك يقرو عداك الوعيدا |
وكم ذكرت منك أيامه | مقاما كريما وفعلا حميدا |
فعشر لياليه فضلا ونسكا | وعشر بنانك عرفا وجودا |
ويوم منى بالمنى أي فأل | مفيد الرغائب أو مستفيدا |
وفي اليوم من عرفات عرفنا | من الله فيما حباك المزيدا |
وذكرنا منحر البدن منك | مواقف تنحر فيها الأسودا |
وتكسو سيوفك فيها الدماء | وتوطئ خيلك فيها الخدودا |
ورمي الجمار فكم قد رميت | عن الدين شيطان كفر مريدا |
معالم شيدهن الخليل | وأذن بالحج فيها مشيدا |
فلباه من لم يكن قبل خلقا | وأنشئ من بعد خلقا جديدا |
رجال أجابوا أذان الخليل | فجابوا إليها بحارا وبيدا |
كما عمرت بك سبل الجهاد | جنودا تفل بهن الجنودا |
وجدت فنادى نداك العفاة | وسدت فنادى علاك الوفودا |
ولا كوفود تقبلت منهم | وسائل كانوا عليها شهودا |
فحيوك عن كل محيي الوفاء | إليك حياة تميت الحقودا |
فكم أنسوا بك شكلا زكيا | وأدنوا إليك صفيا بعيدا |
وكم وصلوا بك قلبا كريما | وكم شرحوا لك صدرا ودودا |
عهودا تضمنهن الوفاء | بصدق تضمن منك العهودا |
فلا أعدمتك ظنون اللبيب | يقينا على كل قلب شهيدا |
ولا زال سيفك في كل أرض | على كل غاو رقيبا عتيدا |
ولا زلت للدين طودا منيفا | وظلا ظليلا وركنا شديدا |