أخلق الدهر بقاء واستجد
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أخلق الدهر بقاء واستجد | عمرا يفضل عن عمر الأبد |
والبس المجد حلى بعد حلى | واعتوره أمدا بعد أمد |
وابلغ الغايات مغبوطا بها | في ضمان الله بقيا واستزد |
وإذا سرك صنع فليدم | وإذا وافاك عيد فليعد |
وإذا جاءك يوم بالمنى | فاقتبل أضعافها في يوم غد |
نعم تترى وجد يعتلي | وعلا تبأى وفتح يستجد |
واهدم الكفر وغير ملكه | وابن أعلام الهدى عزا وشد |
والبس الصبر إلى أرض العدى | وقد النصر إليه واستمدب |
واخسف الشرك بعزم ينتضى | سيفه عن قل هو الله أحد |
وجد الخيل تثنى مرحا | فهداها لمدى الشأو المجد |
ودعا السمر فوافت شرعا | وظبى الهند فجاءت تتقد |
فكأن ما كان للرمح شبا | قبله يوما ولا للسيف حد |
فرمى عن قوس بأس صادق | وسطا بساعد الدين الأشد |
رب أرض بغراري سيفه | وجد الرحمن فيها وعبد |
وبلاد للعدى من ذعره | عدم الإشراك فيها وفقد |
فانتحى للكفر حتى لم يجد | واقتفى آثاره حتى همد |
جاب عنه الأرض حتى جمعوا | في أقاصيها على أدنى العدد |
وعفا أعلامهم حتى لقد | كاد أن يخفى لهم يوم الأحد |
همم غاياتها لا تنتهي | عزمات شأوها لا يتئد |
لعزيز نصره حيث انتوى | وعلي كعبه حيث قصد |
منتقى الآباء من ذي يمن | ماجد الأحوال في عليا معد |
منهم الأقيال والصيد الألى | طرف الملك لهم ثم تلد |
ولهم مفتخر الجود الذي | ولدته طييء بنت أدد |
وهم المغفور في بدر لهم | وهم الأبرار في يوم أحد |
وهم حراس نفس المصطفى | حين نام الجيش عنه وهجد |
وهم أندى وأعطى من قرى | وهم أرضى وأزكى من شهد |
وهنيئا لك يا مولى الورى | ولدا أنجبته وما ولد |
قمر أشرق في أفق العلا | فأضاء الدهر منه وسعد |
وحيا أغدق إلا أنه | برق الإقدام منه ورعد |
فهو للإسلام غيث صائب | وعلى الإشراك شؤبوب برد |
من رسولي نحوه يخبره | بالذي فيه يقيني يعتقد |
دونك السؤدد موفورا فسد | وجنود الدين والدنيا فقد |
أي مجد لم تحزه عن أب | وفخار لم يحزه لك جد |
أ أسمعوه رغبة من راغب | ويدي رهن لكم إن لم يجد |
فأروه فارسا مستلئما | وأنا كذابكم إن لم يشد |
هدئوه بالعوالي والظبى | وبأبطال الكماة تجتلد |
جاءت الأعياد تستقبله | للأماني والسرور المستجد |
فهنا الإسلام منه عدة | للهدى والدين من أسنى العدد |
حضروا الإذن الذي عودتهم | كظماء الطير أسرابا ترد |
فدنوا واستوقفتهم هيبة | ملأتهم من سرور وزؤد |
فتوانوا بقلوب لم ترم | ثم أدنتهم جسوم لم تكد |
ثم أموا الراحة العليا التي | عمت الدنيا أمانا وصفد |
يستضيئون بشمس طلقة | ويهالون بإقدام أسد |
فهناهم ثم لا زال الورى | منك في أثواب آمال جدد |