مجدد ملك أحرزته جدوده
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
مجدد ملك أحرزته جدوده | أعزة أملاك الهدى وأكارمهأ |
فأعرب عن أيام يعرب واقتدى | بما عظمت أذواؤه وأعاظمه |
وأنجبه للطعن والضرب عمره | وأخلصه للجود والحمد حاتمه |
شجاع ولكن الجياد حصونه | كريم ولكن المعالي كرائمه |
تلاقت عليه الخيل والبيض والقنا | قياما لمن لا سعي ساع يقاومه |
وخلت له الأملاك عن سبل الهدى | فليس سوى طيب الثناء يزاحمه |
مقسم ما يحويه في سبل الندى | وإن كان قد حاباه في الحظ قاسمه |
فما خاب في يوم الندى من ينوؤه | ولا فاز في يوم الوغى من يحاكمه |
ولا ادعيت في المأثرات حقوقه | ولو أقبلت زهر النجوم تخاصمه |
ودعوى النهى والحلم في غير منذر | خيال من الأحلام أضغث حالمه |
فمن ذا الذي يرجو من الملك غرة | وما حومت إلا عليك حوائمه |
ولا رفعت إلا إليك عيونه | ولا ظأرت إلا عليك روائمه |
ولا راق إلى في جبينك تاجه | ولا قر إلا في يمنيك خاتمه |
فكيف بذي جهل تعسف مجهلا | يبرح واقيه ويحتم حاتمه |
فغالته في غول المهامة غوله | وهامت به الترهات هوائمه |
أباح حمى الإسلام للشرك مغنما | لتقسم بني الناهبين مغانمه |
وفض ختام الله عن حرماته | ليفتض عما تحتويه خواتمه |
وعد دماء المسلمين مدامة | فبرح في الأعداء عمن ينادمه |
فإن ألقح الحرب العوان فحسبه | فواقر ما شالت به وأشائمه |
وإن زج في جفن الردى فلحينه | تخازر ساجيه وأوقظ نائمه |
غداة دعاك الدين من أسر فعلة | وقد أوشكت أن تستباح محارمه |
هيأتها فانجاب عنها ظلامه | ووافيتها فاستنكرتها مظالمه |
وجاءك مد الله من كل ناصر | على الحق مهديا إليك مقادمه |
ونادى أبو مسعود النصر مسعدا | عزائمك اللاتي تليها عزائمه |
بود كماء الغيث يسقي رياضه | وبأس كحر النار يضرم جاحمه |
على كل من حاربت فهو محارب | كفاحا ومن سالمت فهو مسالمه |
وأعصم بالإشراك قائد بغيها | إلى ملك رب السموات عاصمه |
فما ركضوا طرفا إليك لغارة | وأسهل إلا أسلمته قوائمه |
ولا أصلتوا سيفا وأنحوك حده | فعرج عن مثنى يمينك قائمه |
ولا أشبوا حصنا يردك عنهم | وقابلته إلا تداعت دعائمه |
وإن أحرزوا في قطر شنج نفوسهم | فغانم ما لا يحفظ الله غارمه |
فكم قدت في أكنافها من مقنع | نفوس الأعادي شربه ومطاعمه |
خميس لجنح الليل من أنجم الدجى | حلاه ومن شمس النهار عمائمه |
كأن شعاع الشمس تحت عجاجه | إذا ما التقى الجمعان سر وكاتمه |
تجيش بودق من جنى النبع صائب | أساوده نحو العدى وأراقمه |
كما حملت رحل الدبا عاصف الصبا | أو انهل بالوبل الأجش غمائمه |
وهد هواء الجو نحو بنائها | هوي سلام حان من لا تسالمه |
ولو لم تصادمه بطود من القنا | لأقبل أطواد الجبال تصادمه |
ولو لم تزاحمه المجانيق لانبرت | عليه نجوم القذف عنك تزاحمه |
وليس ولو سامى السماء بمعجز | من المشرفي والعوالي سلالمه |
فسرعان ما أقوى الشرى من ضباعه | وبربر في ذاك العرين ضراغمه |
وطير عن ليل الأباطيل بومه | وشرد عن بيض النفاق نعائمه |
وبدلت حكم الله من حكم غيه | فأنفذ حكم الله ما أنت حاكمه |
فيا رب أنف للنفاق جدعته | بها وابن شنج صاغر الأنف راغمه |
غداة أطار العقل عنه ونفسه | بسيفك يوم راكد الهول جاثمه |
فما يرتق الأرواح إلا رياحه | ولا يفتق الغماء إلا غماغمه |
فلا نطق إلا أن يفديك صارخ | ويدعوك بالبقيا عليها أعاجمه |
فأبرح بيوم أنت بالنصر مقدم | وأفرح بيوم أنت بالفتح قادمه |
ومنزل مفلول نزلت وخيلنا | مرابطها أجساده وجماجمه |
ومعترف بالذنب مبتئس به | دعاك وقد قامت عليه مآتمه |
إذا صده الموت الذي سام نفسه | يكر به العيش الذي هو سائمهأ |
فتلقاه أطراف القنا وهو نصبها | ويصعقه برق الردى وهم شائمه |
إذا كاد يقضي بالأسى تحبه قضت | له الرحم الدنيا بأنك راحمه |
فلم أر أمضى منك حكما تحكمت | على سيفه يوم الحفاظ مكارمه |
ولا مثل حلم أنت للغيظ لابس | ولا مثل غيظ أنت بالحلم كاظمه |
فأوسعته حكم النضير وقد حكى | قريظة منه غله وجرائمه |
فولى وقد ولاك ذو العرش عرشه | وطار وقد طارت إليك قوادمه |
وأبت وقد لاحت سعودك بالمنى | وغارت به في الأخسرين عواتمه |
نعني لك الركبان بالفتح قافلا | وتبكي عليه بالحمام حمائمه |
فمن ينصر الرحمن هذي عزائمه | ومن يخذل الرحمن هذي هزائمه |