تناضل عنك أقدار السماء
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تناضل عنك أقدار السماء | وتبطش عن يديك يد القضاء |
وسعي لا يعوج على حلول | وشأو لا يفوت إلى انتهاء |
فما قصرت رماحك عن عدو | ولو أعيا به أمد التنائي |
إذا أشرعتها في إثر غاو | فقد ضاقت به سبل النجاء |
ولو طارت به ألفا عقاب | يرمن بنفسه خرق الهواء |
وأين يفر عن درك المنايا | وأين يشذ من تحت السماء |
فيهن الدين والدنيا بشير | بغرسية الأعادى والعداء |
بصنع أعجز الآمال قدما | وقصر دونه أمد الرجاء |
ألذ على المسامع من حياة | وأنجع في النفوس من الشفاء |
فيا فتحا لمفتتح وبشرى | لمنتظر ويا مرأى لراء |
أسير ما يعادل في فكاك | وعان ما يساوى في فداء |
هو الداء العياء شفيت منه | فما للدين من داء عياء |
لقد كادت سعودك منه نجما | منيع الجو وعر الارتقاء |
وأعظم في الضلالة من صليب | وأعلى في الكتائب من لواء |
حمى شيع الضلال فأهلته | لملك الرق منها والولاء |
زعيم بالكتاب والمذاكي | ثمال للرعايا والرعاء |
مباري سيفه قدما وبأسا | ومشفوع التجارب بالدهاء |
وهل للحزم والإقدام يوما | إذا عنت سعودك من غناء |
تعاطى في جنود الله كرا | وقد نبذت إليه على سواء |
وما للنصر عنها من خلاف | وما للفتح منها من خفاء |
فساور نحوها غول المنايا | وجرع دونها مر اللقاء |
وأجلت عنه منجدلا صريعا | مصون الشلو محمي الذماء |
وأسلمه إلى الإسلام جيش | أغص بجمعه رحب الفضاء |
لئن خذلته أطراف العوالي | لقد آساه إعوال البكاء |
بكل مرجع للنوح يشجي | بواكيه بتثويب النداء |
نعاء إلى ملوك الروم طرا | ذوي التيجان غرسية نعاء |
وهل للروم والإفرنج منه | وقد أودى سوى سوء العزاء |
فملك الكفر ليس بذي ولي | وثأر الشرك ليس بذي بواء |
لقد أرضت سيوفك فيه مولى | كريم العهد محمود البلاء |
فما أغنت بظهر الغيب إلا | وقد أغنى بها كرم الوفاء |
ولا أسرت لك الأملاك إلا | وقد ألبستها سيمى السناء |
ولا خطفت لك الأرواح إلا | وقد أرويتهن من الدماء |
وقد أبليت فيه الله شكرا | تواصله بإخلاص الدعاء |
وسعت عباده صفحا وفضلا | عليما أنه رب الجزاء |
فوالى بالمزيد من الأماني | وضاعف بالجزيل من العطاء |
وأتبع فل غرسية عجالا | يسوقهم الردى سوق الحداء |
فأسأل من براهم للمنايا | بسيفك أن يخصك بالبقاء |
قرير العين مشفوع الأماني | سعيد الجد محبور الثواء |
لملك لا يراع بريب دهر | وسعد لا يحور إلى انقضاء |