اليوم نادتك السيادة هيت لك
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
اليوم نادتك السيادة هيت لك | في ملك من حلاك بهجة ما ملك |
ورأى جبينك قد تلألأ للمنى | نورا فتوجك السناء وكللك |
فلك السيادة والقيادة دونه | وله الرياسة والسياسة ثم لك |
صدقت فراسته شمائلك التي | منه فأغمد سيفه واستبدلك |
وأخذت سيف النصر منه بحقه | وحملت من أعبائه ما حملك |
فرمى بك الثغر القصي تيقنا | ألا يرى غير المهند موئلك |
والفتح مبتهج إليك كأنه | للعرف والإكرام ممن أملك |
ولرب وجه للمنايا دونه | عممته بالسيف حين استقبلك |
في غمرة أعيا الحمام طريقها | ففتحت فيه للقنا حتى سلك |
ونهضت والإسلام يهتف معلنا | يا منذرا قرة عين لي ولك |
فسقيت ظمء الغيظ من مهج العدى | ما علك الشبم القراح وأنهلك |
ألف كأسد الغاب ألف شملهم | ليزيدهم ذو العرش فيما نفلك |
فقسمتهم بين الصوارم والقنا | إلا الذين ملأت منهم أحبلك |
أمراء أجناد ونخبة دولة | كانوا ذخيرة نخبة الأيام لك |
وحمى ابن شنج منك آجل ميتة | ألقت إليك بعذر ما قد أعجلك |
فالحين يدنيه إليك لتقتضي | عبدا يهيئ وجنتيه لينعلك |
قلقا تناهى في البلاد فراره | ونهى ضمير النفس أن يتمثلك |
ويذود عن أجفانه سنة الكرى | كي لا يريه الحلم أن يتأولك |
ويحيد عن جو السماء بطرفه | ألا يرى بين الكواكب منزلك |
ولكم أراه البدر حين حمامه | لما استبد به الكمال فخيلك |
ودوي سيفك في رقاب حماته | عجل إليك برقه ويقل لك |
ولقد تفهم فيه لفظ مخاطب | خل البلاد لأهلها لا أم لك |
لمن استرد حياة نفسك عفوه | وقد انتحى سهم المنية مقتلكأ |
ولمن تلبيه السماء وأرضها | مددا إليك له مليكا أو ملك |
ولمقحم عينيك في رهج الوغى | خيلا تغص بهن أقطار الفلك |
فليهن سعيك يا مظفر أمة | جاهدت عنها من بغى حتى هلك |
ورميت دون ثغورها ونحورها | من لم يدن بالحق حتى دان لك |
ولئن شكرت الله فيك جزاء ما | قسم الفضائل في الملوك ففضلك |
فلقد بلا شكري بما خولته | أني ورق بني مما حولك |
فلئن لبست بك الثناء فحق لي | ولئن لبست بي الثناء فحق لك |