أ وفيهن أضحيت يوم الأضاحي
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أ وفيهن أضحيت يوم الأضاحي | كتائب مستقدمات التهادي |
بأجمع مولى لشمل العبيد | وأخشع عبد لرب العباد |
فأوسعتهن نظام المصلى | وقد غص منهن رحب البلاد |
ملاعبة للصبا بالنواصي | مسامية للقنا بالهوادي |
تكاد تفهم فصل الخطاب | بتعويدها لاسمك المستعاد |
وعرفانه في شعار الحروب | وتبيانه في صريخ المنادي |
وترديده في مجال الطعان | وتكريره في مكر الطراد |
وفي كل ذكر وفخر ونشر | وشكر وشعر وشدو وشاد |
فلما قضوا بك حق السلام | ثنوا لك حق سلام معاد |
فوافى قصورك وفد السلام | بأيمن حاد إليها وهاد |
يخوضون نحوك بحر العوالي | تموج بها أبحر من جياد |
لملء عيونهم من بهاء | وملء صدورهم من وداد |
بمرأى هداهم إلى هدي هود | وعاد إليهم بأحلام عاد |
وقد ذكرتهم جفانا نمتك | إلى كل ملك رفيع العماد |
مطاعم مدت بها في صحون | موائد مستبشرات التمادي |
وكم خط جودك بالمسك فيهم | شهادته لمليك جواد |
سطورا محون بياض المشيب | بنور محامنه لون السواد |
وراح قرين الشباب النضير | وفوداه خطا شباب مفاد |
مشاهد غلفت منها الزمان | بغالية مسكها من مدادي |
فأشعرتها كل بر وبحر | وأنشقتها كل سار وغاد |
وأتبعتها من كباء الثتاء | عجاحا يهب إلى كل ناد |
نوافج مجمرها من ضلوعي | تؤججها جمرة من فؤادي |
بما علم الهند أنك أمضى | غداة الوغى من ظباة الحداد |
وأن ثناءك أزكى وأذكى | على الدهر من طيبه المستجاد |
سوائم فخر علت عن مسيم | يرود بها مرتع الإقتصاد |
ودعوى هوى لم يزر في كراه | خيال ولا خاطر في فؤادب |
وتلك علاك تهادي العيون | كواكب مقتربات البعاد |
أوانس تأبى لها أن تصد | مقادمها في الوغى أو تصادي |
كواعب مجدك حليتهن | بزهر المساعي وبيض الأيادي |
نجوم تنير بنور الأماني | وطورا تنوء بغر الغوادي |
فأول أنوائها منك بشر | وفي العهود بصوب العهاد |
حيا صدقه منك في آسم وفعل | وشاهده في الورى منك باد |
وسماك ربك مأمون غيث | على نشره رحمة للعباد |
غمام يئود متون الرياح | ويزجيه للروع متن الجواد |
فمن راحة ريحها الارتياح | ومن ماء صاد إلى كل صاد |
وسقيا عنان بثني العنان | وبارقه في مناط النجاد |
فأشرق من روضه كل حزن | وأغدق من وبله كل واد |
وذاب بأندائه كل فصل | يكذب فيه حديث الجماد |
ربيع المصيف ربيع الشتاء | مريع الحزون مريع الوهاد |
ومن روضه سروات الكماة | تثنى على صهوات الجياد |
ومن زهره سابغات الدروع | وبيض الصفاح وسمر الصعاد |
وأينع بها في وقود الطعان | وأنضر بها في ضرام الجلاد |
وأي فواتح ورد نضيد | مواقعها في نحور الأعادي |
وكم غادرت لمهب الرياح | سنا جسد شرق بالجساد |
رياضا قسمت أزاهيرهن | لعز الموالي وخزي المعادي |
فأهديتها لأنوف الغناء | وأرغمت منها أنوف العناد |
وأوردتها كل بحر يمور | بما يلبس الشهب لون الوراد |
ودست بها كل صعب المرام | وقدت بها كل عاصي القياد |
إذا ما تنادت لجمع ثنته | مجيب المنادي ليوم التنادي |
بهن شعبت عصي الشقاق | وعنهن أوضحت سبل الرشاد |
أ فأودعتها في نواصي الرياح | لتنثرها في أقاصي البلاد |
فكم أنبت الشرق والغرب منها | حدائق تغني عن الإرتياد |
ووقفا على سقيها ماء وجهي | وفيض دموعي وما في مزادي |
وكم حصد الدهر للخلد منها | ثمار النهى وثمار التهادي |
فيا أرأس الرؤساء الجدير | بحكم السداد لقول السداد |
أيغرب عندك نجم اغترابي | ومطلعة لك في الأرض باد |
وأسقي الورى عنك ماء الحياة | وأرشف منك حميء الثماد |
وزرعي فيك حصيد الخلود | وحظي منك لقيط الحصاد |
سدادا من العوز المستجار | وأكثره عوز من سداد |
قضاء له في يد الإقتضاء | زمام ومن سابق البغي حاد |
كعلمك من خطب دهر رماني | بأسهم واش وغاو وعاد |
يسلون بين الأماني وبيني | سيوف القلى ورماح البعاد |
زمان كأن قد تغذى لسعي | لعاب أفاع وحيات واد |
فأودع من نفثه حر صدري | سماما ليالي منها عدادي |
وأطفأ نوري وناري عليما | بأن سيضيء الدجى من رمادي |
وهان عليه نفاقي بفقدي | لبيع حياتي بيع الكساد |
ولولا القضاء الذي فل عزمي | وآد شبا حده متن آدي |
وأني دنت إلهي بدين | من الصبر جل عن الإرتداد |
لغاضت به قطرة من سحابي | وأودت به شعلة من زنادي |
وما انفرجت مبهمات الخطوب | بمثل اشتداد الأمور الشداد |
فكلني لحاجبك المستجير | بذمته كل قار وباد |
ليقسم لي سهم حمدي وشكري | وينزع سهم الأسى من فؤادي |
ليقتادني بيد الإصطناع | ويخلع من يد دهري قيادي |
ويكتب فوق جبيني ووجهي | إلى نوب الدهر حيدي حياد |
وحسبي فإما رباطي أراني | ثوابي منه وإما جهادي |
ب فإن شط عن غرب شأوي مداه | وعادت أماني منه العوادي |
فأنت عليه دليلي وعوني | وجدواك ذخري إليه وزادي |
فلا أبعد الدهر منكم حياة | تلي نعما مالها من نفاد |
ولا خذلتكم يد في عنان | ولا خانكم عاتق في نجاد |