فديناك سيفا لم تخنه مضاربه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فديناك سيفا لم تخنه مضاربه | وبحر عطاء ما تغيض مواهبه |
وبدرا تجلى في سماء رياسة | كواكبها آثاره ومناقبه |
تقلد سيف الله والتحف الندى | فسدد راجيه وأعذر هائبه |
فها هو ذا في كل قلب ممثل | وهاتيك عند الفرقدين مراتبه |
فما عرجت عنه سبيل لطالب | ولا رحبت أرض بمن هو طالبه |
خلائق من ماء الحياة وطالما | يغص به يوم الكريهة شاربه |
أملبسنا النعمى الأرب ملبس | سني وتاج للعلا أنت سالبه |
وليل كريعان الشباب قذفته | بهول السرى حتى أشيبت ذوائبه |
وصلت به يوما أغر صحبته | غلاما إلى أن طر بالليل شاربه |
بكل مذل كرمته جدوده | وكل كمي أحكمته تجاربه |
وعضب يمان قد تعرفت يمنه | وإن ينتسب تعطف عليك مناسبه |
وسمر لدان كالكواكب سقتها | ليوم من الأعداء باد كوكبه |
صليت ونار الحرب يذكو سعيرها | وخضت وموج الموت تطفو غواربه |
ولا مثل يوم نحو لونة سرته | وقد قنعت شمس النهار غياهبه |
رفعت لها في عارض النقع بارقا | تسح شآبيب المنايا سحائبه |
وعذراء لم يأت الزمان بكفئها | ولا رامها بعل وإن عز جانبه |
معوذة لم يسر خطب بأرضها | ولا عرفت بالدهر كيف نوائبه |
ثوت بين أحشاء الضلال وأشرعت | أسنته من دونها وقواضبه |
وأصبحت يا عبد المليك مليكها | وأنجح ساع جاء والسيف خاطبه |
وسقت لها صدق اللقاء معجلا | صداقا إذا ما هلهل الضرب كاذبه |
وجيش أضاء الخافقين رماحه | وفاضت على رحب البلاد كتائبه |
وقد ضمها في نفنف الجو معقل | عسير على عصم الوعول مراقبه |
بعثت عليها منك دعوة واثق | صفا شاهد الإخلاص منه وغائبه |
فسرعان ما أقوى الشرى من أسوده | وأبرز من حر الحجال كواعبه |
ثلاثة آلاف حسابا ومثلها | وقد غل عازبه وأسأر حاسبه |
فيا ليت قوطا حين شاد بناءه | رآه وقد خرت إليك جوانبه |
ويا ليت إذ سماه بدرا معظما | رآه وفي كسف العجاج مغاربه |
فيعلم أن الحق دافع كيده | وأنك حزب الله لا شك غالبه |
فلا خذل الدين الذي أنت سيفه | ولا أوحش الملك الذي أنت حاجبه |