اسعد كما سعدت بك الأيام
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
اسعد كما سعدت بك الأيام | واسلم كما بك يسلم الإسلام |
وابهر بملك ثابت أركانه | في باذخ للعز ليس يرام |
وانضم بحمام حمى لك فأله | وعلى عدوك ترحة وحمام |
مما ينته لك السعود وأبدعت | فيه المنى وتأنق الإحكام |
وتدفقت فيه المياه كما جرى | في كفك الإفضال والإنعام |
متألف الأضداد إلا أنه | فيه طابع زمانه أقسام |
فكان سيفك في يمينك شاده | حتى التقى فيه ندى وضرام |
وكأنما يسري لمثعب مائه | ديم يخالط برقهن غمام |
متفرج الأبواب عن صحن ثوى | فيه الصباح وشرد الإظلام |
وتخيلت فيه خيولك خافقا | من فوقها الرايات والأعلام |
يتلوه منفجر المياه كأنها | من فيض جودك في الأنام سجام |
وتليه من جو الربيع سجية | فيها تساوى الليل والأيام |
مفض إلى شكل الهجير وناره | برد عليك وإن إلى وسلام |
فكأنه صدر المتيم هاجه | من ذكر من يهوى جوى وغرام |
وتألفت من مائه ورخامه | شكلان تشكل فيهما الأوهام |
بهل تحت ذاك الماء ماء جامد | أم ذاب من فوق الرخام رخام |
وكأنما ريق الحبيب جرى على | ثغر كما نظم الفريد نظام |
فهو الذي لهوى النفوس هواؤه | ترتاحه الأرواح والأجسام |
وهو الزمان شقاؤه ومصيفه | وخريفه وربيعه البسام |
وهو الحياة نعيمها ونسيمها | وسرورها لك سرمد ودوام |
فانعم به وبكل زهرة عيشة | ما غردت فوق الغصون حمام |