طاعت لك الأحرار باستعبادها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طاعت لك الأحرار باستعبادها | وأباحت الأملاك صعب قيادها |
فلأخمصيك اليوم حر وجوهها | ولوطء خيلك أمس حر بلادها |
ما زلت تخطب بالظبى أرواحها | حتى أتتك بهن في أجسادها |
وتحمل الخطي أرؤسها فقد | جاءتك تحملها على أكتادها |
من بعدما قد رعتها بعزائم | هدت لهن الشم من أطوادها |
وخلت متون الخيل من أبطاها | ومرابض الآجام من آسادها |
ومشاهد البيعات من عمارها | ومعالق الصلبان من عبادها |
حتى تلافت منك باستسلامه | ما كان أعجزها بحر جلادها |
ورمى ابن شنج إليك نفس محكم | نهج الخضوع لها سبيل رشادها |
مستعطفا لحشاشة من ملكه | وثمالة قد آذنت بنفادها |
فاستنقذته منك عودة منعم | قامت لمهجته مقام معادها |
وثنى نواجذه وفلذة كبده | شفقا وناظر عينه وسوادها |
فسما يخوض إليك بحر كتائب | ضاقت جنود الأرض عن أجسادها |
في سابغات دروعها ومثقفات | رماحها ومسومات جيادها |
نيطت نجوم السعد من أعلامها | وغدت جنود النصر من أمدادها |
غازت لعطف العامري مجاهد | في طاعة المنصور حق جهادها |
مستنجد منه مذلة خاضع | غنم الحياة أبوه باستنجادها |
فحمته طاعتك التي لو خانها | طارت إليه البيض من أغمادها |
حتى أناخ بعقوة الملك التي | قد حلق العيوق دون وهادها |
ومليك قحطان الذي وكلت به | إحياء مفخرها ورفع عمادها |
صفو الملوك الصيد من أذوائها | وسلالة العظماء من أمجادها |
وسنيها وعليها وزكيها | وحليمها وكريمها وجوادها |
فاسلم لعز الدين والدنيا التي | أصبحت أنفس ذخرها وعتادها |
حتى تؤدي شكر سعيك أمة | وطأت في نعماك خفض مهادها |
خضت المهالك دون صفو حياتها | وهجرت غمضك عن لذيذ رقادها |
بلغت سجالك منتهى رغباتها | وتجاوزت نعماك شأو مرادها |
والله يشهد أن بين جوانحي | نفسا رجاؤك في صميم فؤادها |
لو قارعت عنك الخلائق كلها | غلبت عليك بشكرها وودادها |