أهنيكما ما يهنئ الدين منكما
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أهنيكما ما يهنئ الدين منكما | هدى وندى فليسلم الدين واسلما |
وشهر تولى راضيا قد بلغتما | مداه كراما قوم الليل صوما |
وفطر تحلى بالصلاة إلى الذي | دعوناه ألا يوحش الأرض منكما |
فأسفر عن وجه تجلى سناكما | وصدق تجلى بالسلام عليكما |
وأكرم به فطرا يبشر بالمنى | وعيدا معادا بالسرور لديكما |
ولم أر يوما كان أبهج منظرا | وأسنى وأسرى في القلوب وأكرما |
وأكبر أقمارا علون أهلة | وعالين في جو من النقع أنجما |
ولا ملكا قد عظم الله قدره | أقل اختيالا منكما وتعظما |
يضاحك فيه الشمس درا وجوهرا | ويحسد منه الروض وشيا منمنما |
وخطاب أمر الثغر قد صدقتهم | عيون يعفين الحديث المترجما |
خلت لكما من كل بعل ومالك | ونادتكما للنصر فذا وتوأما |
دواليكما إن الرمايا لمن رمى | ودونكما إن العزيز لمن حمى |
فإن جني الباسقات لمن جنى | وإن سماء المكرمات لمن سما |
وما تيم الأخطار والرتب العلى | كمن بات مشغوفا بهن متيما |
ومن رفع الأعلام في السلم والوغى | ليجعلها للحق والعدل سلما |
ومن ليس يرضى الفضل إلا مبادئا | ولا يصنع المعروف إلا متمما |
ومن لا يرى نيل المراتب مغنما | لمن قد يرى بذل الرغائب مغرما |
ومن حد ألا يورد الماء خيله | غداة الوغى حتى يخوض بها الدما |
ومن ليس يرضى حكم يمناه في العدى | إذا لم يكن فيه الندى متحكما |
ومن يسر الإسلام بالسلم قادما | وأنذر حزب البغي بالسيف مقدما |
مكارم تعتام الكرام فلا تبت | كريمة هذا الثغر منهن أيما |
فشدا لها ميثاق مهر مؤجل | وسوقا إليها المهر مهرا مقدما |
فقد لبست برد الوفاء وقلدت | ترائبها عقد الوفاء منظما |
وقد أشرقت من فوق تاجو منيفة | بتاج هلال قد تكلل أنجما |
وأنى بها عن كفرها ومليكها | وبالهائم المشتاق عنها وعنكما |
وفلذة قلبي في حماها رهينة | وإنسان عيني في ذراها مخيما |
تقسم ريب الدهر والنأي شملنا | وقلبا غدا للبين نهبا مقسما |
فما نأتسي إلا أسى وتعزيا | وما نلتقي إلا كرى وتوهما |
ليالي كالإعدام طولها الأسى | وطاولتها حولا وحولا مجرما |
أسهما رماه عن قسي جوانحي | فراق فوالى منه قلبي أسهما |
بذكراك شاجيت الحمام فلو وفى | لأنباك عن شجوي إذا ما ترنما |
وإن يرع لي وكف الحيا حق مسعد | يخبرك عن دمعي إليك إذا همى |
فكم عذت من ليل الهموم بليلة | تركت بها الأجفان حسرى ونوما |
فأسريتها بالشعريين مفرطا | وأفنيتها بالقلب عنها مخيما |
وكم ليلة ليلاء وافيت صبحها | أذر على عيني ظلاما وأظلما |
دجى مثل جلباب السماء استمر بي | فقنع فودي المشيب وعمما |
وصبحا كسا الآفاق نورا وبهجة | ووجهي قطعا من دجى الليل مظلما |
وكم لجة خضراء من لجج الردى | ركبت لها في الليل أظلم أدهما |
كسا الصبح أعلاه ملاء مهدبا | وأسفله الإظلام بردا محمما |
إذا رقرقت ريح الصبا من جناحه | تحمل أكم الموت غرقى وعوما |
فأهو به في مفرج الموت حية | وأعل به في هضبة الحين أعصما |
خطوبا لبست الصبر حتى جعلتها | لمرقى أيادي العامريين سلما |
فأصبحت نجما في سماء كرامة | محيا مفدى بالنفوس معظما |
مليكي زمانينا وجاري ديارنا | بزاهرة الملك التي أنجبتهما |
بعز لواء يبلغ النجم إن علا | وبحر عطاء يرغب الأرض إن طمى |
وخيل تهد الأرض تسري وتغتدي | تقود ملوك الأرض أسرا ومغنما |
أما والقصور البيض منها وما حوت | من الصيد كالآساد والبيض كالدمى |
وما عمرت منها الليالي وغيرت | وشيد أمر الله فيها وهدما |
وعافي قصور من قصور بلاقع | إذا ذر قرن الشمس فيهن أظلما |
لقد سليت عنها بلاد حوتكما | وقد عوضت منها جفون رأتكما |
فآواكما ذو العرش في ظل أمنه | ولا حل عقد النصر منه عليكما |
جزاء لما أوليتما وكفيتما | وآويتما من غربة وكنفتما |