أرشيف المقالات

أخلاق ..متى نبلغها ؟؟؟

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
من الأخلاق ما يحتاج إلى مجاهدة و دربة و كسر نفس و صبر حتى نصل إليه .من هذه الأخلاق ما وصفه لنا النبي صلى الله عليه و سلم بقوله :" «ألا أُخبِرُكم بِمَن تَحرُمُ عليهِ النَّارُ غدًا؟ على كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَريبٍ سَهْلٍ» ".
[صحيح الجامع (2609)]و في الحديث :" «المؤمنون هيِّنون ليِّنون، مثل الجَملِ الأَنِفِ الذي إن قِيدَ انقاد، وإن سِيقَ انساقَ، وإن أَنَخْتَه على صخرةٍ اسْتناخ» ".
 [السلسلة الصحيحة 936]  ((قال أَبو سعيد: (الجمل الأَنِف) الذّليل المؤاتي الذي يأْنَفُ من الزَّجْر ومن الضرب، ويُعطي ما عنده من السير عَفْواً سَهْلاً، كذلك المؤمن لا يحتاج إلى زجر ولا عِتاب، وما لزمه من حقّ صبرَ عليه وقام به)).
"لسان العرب"قال صاحب روضة العقلاء : (( الواجب على العاقل أن يتحبَّب إلى الناس بلُزوم حُسن الخلق وترك سوء الخلُق؛ لأن الخُلق الحسَن يُذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد، وإن الخُلق السيئ ليُفسد العمل كما يُفسد الخلُّ العسل، وقد تكون في الرجل أخلاق كثيرة صالحة كلها، وخُلق سيئٌ؛ فيُفسد الخلُق السيئُ الأخلاقَ الصالحة كلَّها )).
"روضة العقلاء" (100-101)قال المناوي -رحمه الله- في شرح هذا الحديث في "فيض القدير" (4/105):(( " ألا أخبركم بمَن تحرم عليه النار " أي دخول نار جهنم " غدًا " أي يوم القيامة، وأصل الغد اليوم الذي بعد يومك على أثره، ثم توسعوا فيه حتى أطلق على البعيد المترقب.قالوا: أخبِرنا؛ قال: " على كل هيْن " مخففًا من الهَون بفتح الهاء وهو السكينة والوقار." ليْن ": مخفف ليِّن بالتشديد على فعيل من اللين ضد الخشونة، قيل: يطلق على الإنسان بالتخفيف وعلى غيره على الأصل.قال ابن الأعرابي: يُمدح بهما مخففين ويُذم بهما مثقلين." قريب ": أي إلى الناس." سهل ": يقضي حوائجهم وينقاد للشارع في أمره ونهيه.قال الماوردي: بيَّن بهذا الحديث أن حُسن الخلق يدخل صاحبَه الجنة ويُحرمه على النار، فإن حسن الخلق عبارة عن كون الإنسان سهل العريكة لين الجانب طلق الوجه قليل النفور طيب الكلمة -كما سبق-، لكن لهذه الأوصاف حدود مقدرة في مواضع مستحقة، فإن تجاوز بها الخير صارت مَلَقًا، وإن عدل بها عن مواضعها صارت نِفاقًا، والمَلَق ذُل، والنفاق لُؤم )) أهـ.فاللهم حسن أخلاقنا و عافنا من شرور أنفسنا و آفاتها و أصلح قلوبنا من مفسداتها .أبو الهيثم


شارك الخبر

ساهم - قرآن ١