كفي شئونك ساعة فتأملي
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
كفي شئونك ساعة فتأملي | في ليلها بشرى الصباح المقبل |
وتنجزي وعد المشارق وانظري | واستخبري زهر الكواكب واسألي |
فلعل غايات الدجى أن تنتهي | وعسى غيايات الأسى أن تنجلي |
لا تخدعي بدموع عينك في الورى | قلبا يعز عليه أن تتذللي |
وتجملي لشجا النوى لا تمكني | أيدي الصبابة من عنان تجملي |
لا تحذلي بالعجز عزمي بعدما | شافهت أعجاز النجوم الأفل |
فليسعدن الحزم إن لم تسعدي | وليفعلن الجد إن لم تفعلي |
ولأعسفن الليل غير مشيع | ولأركبن الهول غير مذلل |
ولأسطون على الزمان بعزمتي | ولأنحين على الخطوب بكلكلي |
ولأرمين مقاتل النوب التي | ولعت مع المتخلفين بمقتلي |
فإذا رأيت النجم يبدي أفقه | منه بقية جمر نار المصطلي |
وتخلف العيوق فهو كأنه | سار تضلل في فضاء مجهل |
وتعرض الدبران بين كواكب | مزق كسرب قطا ذعرن بأجدل |
وكواكب الجوزاء تهوي جنحا | مثل الخوامس قد عدلن لمنهل |
وكأنما الشعرى سراج توقد | وقف على طرق النجوم الضلل |
وكأن ملتزم الفراقد قطبها | ركب على عرفان دائر منزل |
وتحولت أم النجوم كأنها | زهر تراكم فوق مجرى جدول |
ورأيت جنح الليل ناط رواقه | من كل أفق بالسماك الأعزل |
فهناك وافتك السعود طوالعا | تقضي لصدق تيمن وتفاؤل |
فهي المنى فتيقني وهو السرور | فأبشري وهو الصباح فأملي |
وتجرعي غصص التنائي واجمعي | بين المطي وليلهن الأليل |
واستوطني وحش الفلاة ووطني | نفسا لبرح تودع وترحل |
فلأعقدن عليك أكرم ذمة | ولأبنين عليك أشيد معقل |
بعزائم لا تنثني وبصائر | لا تنتهي ووسائل لا تأتلي |
حتى رأيت العيس وهي لواغب | يشرعن في نهر الصباح الأول |
والفجر يرفع جفن طرف أدعج | والليل يغضي جفن طرف أكحل |
فكأنما في الجو فارس أبلق | يشتد في آثار فارس أشعل |
ولدي للمنصور شكر صنائع | تنأى الركاب بعبئها المتحمل |
نشر ينم من الحقائب عرفه | أرجا ويشرق من خلال الأرحل |
يهدي ثناء الممحلات إلى الحيا | وثنا الرياض إلى الغمام المسبل |
بكرائم لم تمتهن وعقائل | لم تمتثل ومصونة لم تبذل |
حملت بها أم العلوم وأرضعت | من در أخلاف الربيع الحفل |
وكفيلة بالحمد تهديه إلى | ملك بغايات المنى متكفل |
حتى تؤدي الحمد عند مسوف | وتفي بعهد الشكر عند مؤجل |
وتنيخ ركب النازل المتوسل | في ظل عفو المنعم المتفضل |
وتحط رحل المذنب المتنصل | في ظل عقر العائد المتطول |
فلاسلمن إليه همة نازع | وحبال منقطع وكف مؤمل |
ملك توسط من ذؤابة يعرب | في الجوهر المتخير المتنخل |
بسقت به أعراق ملك أشرقت | بعلاه في شرف المحل المعتلي |
عن كل معدوم القرين مكرم | ومعظم في المالكين مبجل |
وغمام عرف في الزمان الممحل | وسراج نور في الكريهة مشعل |
يختال تاج الملك فوق جبينه | لما تبوأ منه أكرم منزل |
فكأن صفحة وجهه شمس الضحى | وصلت ببدر بالنجوم مكلل |
العائدون بكل فضل معجز | والدافعون لكل خطب معضل |
ورثوا السيادة كابرا عن كابر | واستوجبوها آخرا عن أول |
وتبوأوا دار النبوة والهدى | صنعا وتفضيلا من الملك العلي |
فتخير الرحمن طيب ثراهم | دارا وقبرا للنبي المرسل |
وتفردوا بالمكرمات وأحرزوا | جزل الثناء من الكتاب المنزل |
هم انجبوك وقلدوك سيوفهم | للنصر تبلي في الإله وتبتلي |
فضربت أشياع الضلال بعزمة | عجلت إليهم بالحمام المعجل |
فأعدت أرضهم وليس لمعقل | قصد وليس لمفلت من معقل |
بعزائم ومخائل أعيت على | بأس الشجاع وحيلة المتحيل |
فتركت حزب الشرك بين مصرع | ومعفر ومجدل ومرمل |
وثنيت حزب الدين بين مملك | ومظفر ومغنم ومنفل |
فاسعد بعيد عاد وهو مبشر | لك بالنعيم وبالبقاء الأطول |
وبمشهد للملك أعيا دونه | فكر اللبيب ومقلة المتأمل |
أمتك أبصار الخلائق واصلي | نور بتعجيل السرور الأعجل |
وتيمموك من المصلى فانثنوا | ساعين بين مكبر ومهلل |
متزاحمين على يمين أصبحت | مبسوطة لمؤمل ومقبل |
وتواضعت صيد الملوك مهابة | يضعون أوجههم مكان الأرجل |
ورأوا هلال الملك فوق سريره | بسنا المكارم والهدى المتهلل |