كم أستطيل تضللي وتلددي
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
كم أستطيل تضللي وتلددي | وأروح في ظلم الخطوب وأغتدي |
والأرض مشرقة بنوري ربها | والفجر منبلج لعين المهتدي |
بأغر من بيت النبوة والهدى | كالبدر من ولد النبي محمد |
القاسم المقسوم راحة كفه | في بسط معروف وقبض مهند |
الهاشمي الطالبي الفاطمي | الوارث العليا بأعلى قعدد |
أهدى إلى الدنيا علي هدية | في طي أردية النهى والسودد |
حتى تجلى للمكارم والعلا | بدر تنقل في بروج الأسعد |
متقدما من مشرق في مشرق | متنقلا من سيد في سيد |
من كل روح بالعفاف مقدس | في كل جسم بالسناء مقلد |
بعدوا عن الرجس الذميم وطهروا | في منشأ للمنجبين ومولد |
ولرب موجود ولما يوجد | منهم ومفقود كأن لم يفقد |
ما بشروا بالفوز حتى بشروا | بأبر من خلف الجدود وأمجد |
لهم زكي صلاتنا ودعاؤنا | في كل خطبة منبر وتشهد |
ومكانهم من قلب كل كتيبة | كمكانهم من قلب كل موحد |
هم أنجبوك لسان صدق عنهم | فرعا يطيب لنا بطيب المحتد |
وهم رضوك لكل خطب فادح | واستخلفوك لكل غاو معتد |
ولصوت داع بالصريخ مثوب | ولفك عان بالخطوب مقيد |
ملك تشاكه جوده وجواده | إن كر نحو مبارز أو مجتد |
أعيا علي أهاديات جياده | في الروع أهدى أم نداه في الندى |
لا الفارس الأقصى بمعجزه ولا | جدواه للأدنين دون الأبعد |
سيف الخلافة في العدى وأمينها | دون الغبوب وزينها في المشهد |
يبلي جوانحها بنفس مخاطر | وينيم أعينها بعين مسهد |
جهد الكرام وما دنوا من غاية | أحرزتها متأنيا لم تجهد |
بك أخمدت نيرانها من فتنة | لولاك يابن نبينا لم تخمد |
من ذا سواك إذ الرجال تدافعوا | رأيا يؤلفها برأي أوحد |
وإذا الصوارم جردت في فتنة | عمياء تغمدها بسيف مغمد |
ولرب مشعلة الرماح كففتها | عفوا وما زعزعت حبوة مرتد |
يا من إذا علقت يدي بيمينه | فالكاشحون أقل ما ملكت يدي |
وإذا عقلت رواحلي بفنائه | فقد اقتضيت ضمان يومي عن غد |
وعدتني الدنيا شقيقك مفزعا | من سوء عادية الزمان الأنكد |
وكفى ببشرك لي بشيرا بالمنى | وقبول وجهك منجزا للموعد |
يابن الشفيع بنا وأكرم أسوة | للمقتدين وأنت أجدر مقتد |
امدد يمينك شافعا ومشفعا | تحز الثناء مخلدا بمخلد |
يابن الوصي علي أوص سميه | ألا يضيع سمي جدك أحمد |
يا صفوة الحسنين كم قد أحسنا | إصغاء ود النازح المتودد |
يأيها القمران أين سناكما | عن مطبق في ليل هم أسود |
يأيها الغيثان هل لكما إلى | روض النهى والعلم في الترب الصدي |
يا فرقدي قطب الخلافة جهزا | مهدي السلام لفرقد من فرقد |
فلأجعلن ثناء ما أوليتما | زادا لكل مكوف أو منجد |
حتى يسمع طيب ما أثني به | قبر بطيبة أو بصحن المسجد |
وإذا وردنا حوض جدك فاستمع | وأبوك يسقي للرواء السرمد |
شكر الذي أرحبتما من منزلي | وثناء ما رفهتما من مورد |
في ستة ضعفوا وضعف عدهم | حملا لمبهور الفؤاد مبلد |
شد الجلاء رحالهم فتحملت | أفلاذ قلب بالهموم مبدد |
وحدت بهم صعقات روع شردت | أوطانهم في الأرض كل مشرد |
لا ذات خدرهم يرام لوجهها | كن ولا ذو مهدهم بممهد |
عاذوا بلمع الآل في مد الضحى | من بعد ظل في القصور ممدد |
ورضوا لباس الجود ينهك منهم | بالبؤس أبشار النعيم الأرغد |
واستوطنوا فزعا إلى بحر الندى | أهوال بحر ذي غوارب مزبد |
من كل عار بالتجمل مكتس | ومزود بالصبر غير مزود |
ولنعم جبر الفقر من بعد الغنى | والذل بعد العز آل محمد |