عجبا لغي الحب لاح سبيله
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
عجبا لغي الحب لاح سبيله | ولرشد حلمك كيف ضل دليله |
ولعيش صب لا يرق حبيبه | مما شجاه ولا يفيق عذوله |
ولقاتل بالهجر غير مقاتل | يفديه من مضض العتاب قتيله |
إن خط في جو السماء مثاله | بدرا فبين جوانحي تمثيله |
أو شرد التسهيد طيف خياله | عن ناظري ففيهما تخييله |
ولهان فيه ما فقدت من الكرى | لو كان من نظري إليه بديله |
أو كان حكم هواه لا تحريمه | وصلي عليه ولا دمي تحليله |
غصن يميس به الصبا فيقيمه | طورا وتوهمه الصبا فتميله |
فكأنه في لمح طرفي عاثر | وتقيه تفديني له فتقيله |
وتكاد أنفاسي تزايل متنه | لولا كثيب منه ليس يزيله |
فكأنما يشتق من حركاته | نغم الغناء خفيفه وثقيله |
لو أنه يشتق من أعطافه | عطف يعلل لوعتي تعليله |
وعليل لحظ الطرف أعدى طرفه | قلبي بداء لا يفيق عليله |
سلب الملاحة في الظباء وفي المها | حتى استبد بجزئها تكميله |
أنفا لمن سكن الترائب أن يرى | يطأ التراب شبيهه ومثيله |
ولقد حفظت له أمانة لاعج | بالشوق يغلي في الفؤاد غليله |
وضربت من دمي على خدي له | غرما غرامي بالقضاء كفيله |
فلئن صبوت فلست أول عاشق | نبع الهوى فهوى به تضليله |
ولئن صبرت فلست بدع مفارق | غالت حبيب النفس عنه غوله |
ولئن سلوت فأي أسوة واعظ | ألهاه عن قمر السماء أفوله |
فسما إلى الملأ الأجل بهجرة | وافى بها الرحمن وهو خليله |
وهناك يا منصور همت بهمة | فيها سلو المستهام وسوله |
طلبا لحظ لا يذل عزيزه | من حظ غي لا يعز ذليله |
فهدى وأهداني إليك مبرزا | شهدت له في السابقات عدوله |
وعجلا عليك به الجلاء مهندا | صدقتك عن قرع الحروب فلوله |
وعفت محاسنه العدى فكأنها | في معهد الوطن الفقيد طلوله |
إن يصده رهج الوغى فشعاعه | بالعلم لماع الجلاء صقيله |
أو تخلق البلوى حمائل حليه | فعلى التجمل والمنى تجميله |
أو تقطع الأيام عهد ذمامه | فالصبر واصل حبله موصوله |
فآتاك يا منصور فاقد غمده | برجاء مجرور إليك ذيوله |
رسف المقيد في أضاليل الدجى | والقفر والبحر المحيط كبوله |
كربا كموج البحر لا إهلاله | إلا إليك بها ولا تهليله |
فليهن ذا أمل إليك مآله | وجلاء مرتحل إليك رحيله |
وظلام ليل في جبينك صبحه | وهجير قيظ في ذراك مقيله |
وليهننا وليهنك العيد الذي | بسناك أشرق صبحه وأصليه |
عيد إليك سلامه وقوامه | ونظامه وزحامه وحفوله |
وعلى الإله معاده وعتاده | وإيابه وثوابه وقبوله |
وليهن كل مليك شرك عيده | يوم إليك بلوغه ووصوله |
ضلت به سبل الشرائع واهتدت | بشريعة الزلفى إليك سبيله |
ناش على دين السجود وما درى | قبل السجود إليك ما تأويله |
أنساه قدرك ما أضل صليبه | وأراه سيفك ما حوى إنجيله |
فأجار محياه إليك نزاعه | وأعزه بك في الورى تذليله |
ولئن حمى عنك ابن مير محلة | في شامخ أعيا النجوم حلوله |
ونماه ملك لا يضعضع تاجه | ووقاه عز لا يخاف خموله |
فلقد دعاك إلى رضاك ودونه | غول الضلال حزونه وسهوله |
أصبى إليك من الصبا وأحن من | أفق ونت عنه إليك قبوله |
وأجل قدرك عن سواه وقدرما | أخفى إليك نجيه ودخيله |
عن صدق غيب بالكتاب يبثه | أو برح شوق بالرسول يقوله |
فهوى وصفحته إليك كتابه | وهفا ومهجته إليك رسوله |
عجلا إلى أمل دنا تعجيله | وجلا به أجل نأى تأجيله |
لله ما رحلت إليك رحاله | طوعا وما حملت إليك حموله |
غاز وناصره عليك خضوعه | سار وطاعته إليك دليله |
نشر اللواء زماعه ونزاعه | فطوى المهامه نصه وذميله |
ولقد خلعت قبل دونه | بردا تفيض على الفضاء فضوله |
لجبا من الخلق المضاعف نسجه | أشبا من الأسل المثقف غيله |
شرقا به لوح الهواء وجوه | غرقا به عرض البلاد وطوله |
مستقبلا بجنوده وبنوده | ملكا يهل إليك حين تهوله |
ولشدما ماجت به أمواجه | حتى أسالته إليك سيوله |
بصورام في طيهن تراته | وذوابل في لمعهن ذحوله |
غاب تساود ناظريه أسوده | من بعد ما اختالت عليه خيوله |
فمشى إليك به الزحام كأنه | عان يقصر خطوه تكبيله |
مبهور أنفاس الحياة كظيمها | وغضيض لحظ الناظرين كليله |
حتى تنفس روحه في راحة | علياء مقبولا بها تقبيله |
ورفعت ناظره بنظرة باسط | للأمن مبلوغا بها تأميله |
فأريته كيف ارتجاع حياته | ولتلك أيسر ما بدأت تنيله |
من فيض عرف تستقل كثيره | ولقد يزيد على الرجاء قليله |
نزلا يذكره العراق ومصره | ملكا ودجلته يداك ونيله |
وشروق شمس لا يحين غروبها | في برد ظل لا يحور ظليله |
ورأي صريع الخطب كيف تقله | ورأى عثور الجد كيف تقيله |
ورأى ذليل الحق كيف تعزه | ورأى عزيز الشرك كيف تديله |
ورأى صدوع الدين كيف تلمها | ورأى كثيب الكفر كيف تهيله |
ولئن تقدم في رضاك قدومه | فلقد تزود من نداك قفوله |
خلائق من طيبهن خلوقه | وشمائل من صفوهن شموله |
ومعالم لعلاك لا تعظيمه | لسوى مشاهدها ولا تبجيله |
فلها بقدر الروم وهي أرومه | وزرى بملك الصفر وهي أصوله |
ابن اصطفى قحطان عزة ملكه | ومن التبابع جذمه وقبيله |
ولمن نمى سبأ بسبي ملوكها | واستخلفت أذواؤه وقيوله |
ولمن تتوج بالمكارم تاجه | علوا وكلل بالهدى إكليله |
سطعت على الأملاك غرة وجهه | نورا وأشرق بالندى تحجيله |
فالله يعلي قدره ويزيده | صنعا وينسىء عمره ويطيله |
في عز نصر لا زمان يخونه | وبقاء ملك لا مديل يديله |