عنوان الفتوى : هل (عنيائيل) و(سمسمائيل) من أسماء الملائكة؟
السؤال
سمعت كثيرًا عن أسماء ملائكة -على حد قول بعضهم- تداولها بعض الناس، وهي: (عنيائيل) و(سمسمائيل)، فما صحة ذلك؟ وهل ورد ذكرهم في كتب السيرة النبوية؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأسماء الملائكة من الأمور التوقيفية، التي لا مجال للرأي فيها، فلا تثبت تسمية الملائكة إلا بنص من كتاب الله تعالى، أو من صحيح السنة النبوية.
وقد قام الشيخ الدكتور: عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر ـ رحمه الله تعالى ـ بحصر أسماء الملائكة التي وردت في الآثار الصحيحة، حيث قال في كتابه المفيد: "عالم الملائكة الأبرار":
عاشرًا: أسماء الملائكة: للملائكة أسماء، ونحن لا نعرف من أسماء الملائكة إلا القليل، وإليك الآيات والأحاديث التي ورد فيها أسماء بعض الملائكة:
1، 2- جبريل وميكائيل: قال تعالى: (قل من كان عدوًّا لجبريل فإنَّه نزله على قلبك بإذن الله مصدّقًا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين - من كان عدوًّا لله وملائكته ورسله وجبريل وَمِيكَالَ فإنَّ الله عدوٌّ للكافرين) [البقرة:97-98].
3- إسرافيل: ومن الملائكة: إسرافيل الذي ينفخ في الصور.
وجبريل وميكائيل وإسرافيل هم الذين كان يذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم في دعائه عندما يستفتح صلاته من الليل: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم).
4- مالك: ومنهم: مالك خازن النار: (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربُّك قال إنَّكم مَّاكثون) [الزخرف:77].
5- رضوان: قال ابن كثير: "وخازن الجنّة ملك يقال له: رضوان، جاء مصرحًا به في بعض الأحاديث".
6، 7- منكر ونكير: ومن الملائكة الذين سماهم الرسول صلى الله عليه وسلم: منكر ونكير، وقد استفاض في الأحاديث ذكرهما في سؤال القبر.
9،8- هاروت وماروت: ومنهم ملكان سماهما الله باسم: (هاروت وماروت) قال تعالى: (وما كفر سليمان ولكنَّ الشَّياطين كفروا يعلمون النَّاس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحدٍ حتَّى يقولا إنَّما نحن فتنةٌ فلا تكفر) [البقرة:102].
عزرائيل: وقد جاء في بعض الآثار تسمية ملك الموت باسم: عزرائيل، ولا وجود لهذا الاسم في القرآن، ولا في الأحاديث الصحيحة.
رقيب وعتيد: يذكر بعض العلماء أن من الملائكة من اسمه: رقيب وعتيد، استدلالًا بقوله تعالى: (إذ يتلقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عن اليمين وعن الشمال قعيدٌ مَّا يلفظ من قولٍ إلاَّ لديه رقيب عتيدٌ) [ق:17-18].
وما ذكروه غير صحيح، فالرقيب والعتيد هنا وصفان للملكينِ اللذين يسجلان أعمال العباد.
ومعنى: رقيب وعتيد؛ أي: ملكان حاضران شاهدان، لا يغيبان عن العبد، وليس المراد أنهما اسمان للملكين. انتهى.
أما (عنيائيل وسمسمائيل) فلم نقف على أنهما من الملائكة, ولم نجد لهما ذكرًا في كتب السيرة النبوية, ولا غيرها.
والله أعلم.