ملاحظة على مقالة الشعر العربي
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
آفة الدعوة إلى الاصلاح الغلو في القدح في القديم , ومدح الجديد الذي يدعى
إليه ولا يخفى أن حالة العصر الحاضر تقتضي أن تكون الأدبيات موافقةً للشئون
الاجتماعية فيه فنحن في أشد الحاجة إلى الشعراء والمنشئين الذين يصرفون قوتهم
الخيالية إلى جذب وجدان الأمة إلى الفضائل الاجتماعية التي ترتقي بها وتساوي
الأمم العزيزة وتجول في ميادين المعلومات التي انتهت اليها المدنية الحاضرة لأجل
ذلك كما أننا في أشد الحاجة إلى إحياء موات لغتنا العربية الشريفة بالاستعمال لأن
الأمة لا تحيَى بدون لغة فإذا وجد في عالمنا الأدبي من يشتغل بإقامة أحد هذين
الركنين لا ينبغي لنا أن نهضم حقوقه لأنه لم يقم الركنين كليهما معاً.
لهذا نلوم الأديب مصطفى صادق أفندي صاحب مقالة (الشعر العربي) على
هضمه حقوق شعراء العراق المتأخرين الذين عرّف بعضهم وعرّض ببعض وهم
في الطبقة العليا بالنسبة لعصرهم , وليت لنا عشرة في المائة من المشتغلين بالعلم
في الأزهر وغيره يفهمون كلامهم من غير مراجعة معاجم اللغة وإطالة النظر. فإذا كان الأديب يغمز من لا يأتي بالمعاني الجديدة والاكتشافات العصرية في شعره فنحن نصلي ونسلم على من يحفظ لنا الألفاظ والمعاني القديمة التي كان يستعملها أجدادنا في الجاهلية والإسلام وإن كنا لا نكتفي بها كما بيناه في مقالاتنا (الشعر والشعراء) التي نشرت في المجلد الأول من المنار.