تصدت لو شك البين من جفوة الصد
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تصدت لو شك البين من جفوة الصد | وحلت قناع الصبر عن زفرة الوجد |
وألقت إلى حكم الأسى عزة الأسا | فنم بما تخفي تباريح ما تبدي |
وأسفر ريب السخط عن صادق الرضا | ولاح هلال الوصل من مغرب الصد |
فوشكان ما لفت قضيبا بقاضب | وأدنت نجاد السيف من مسلك العقد |
وهب غليل الشجو في غلل اللمى | وسال جمان الخد في يانع الورد |
فجرعت حر الشوق من برد الحيا | وزودت مر الصاب من ذائب الشهد |
وقالت وتوديع التفرق قد هفا | بصدر إلى صد وخد إلى خد |
عسى قرب ما بين الجوانح فألنا | لمجنى ثمار القرب من شجر البعد |
فسبقا إلى ذي السابقات برحلة | تلوح بنجم العلم في مطلع السعد |
إلى الحميري العامري الذي به | غدت حرمة التأميل وارية الزند |
إلى ملك ملء الرغائب والمنى | وملء نجاد السيف والدرع والبرد |
وملء مكر الخيل في حومة الوغى | وملء رداء الحلم في مشهد الحمد |
ومؤتمن لله مستحفظ له | لما ضاع من حق وما خاس من عهد |
تجلى لنا في مطلع الملك فانجلت | به ظلمات الغي في سبل الرشد |
فأعلق سيف النصر في عاتق العلا | وأثبت تاج الملك في مفرق المجد |
وأشرق في جو من العز معتل | وأغدق من ظل على الأرض ممتد |
ولاقى وجوه الراغبين كأنما | أمانيهم يصبحن منه على وعد |
ونادى خطوب الدهر برحت فاقصري | وثوب بالآمال أبرحت فامتدي |
إلى روح إنعام يراح إلى المنى | ولجة معروف تهل إلى الورد |
تراثك عن جد وجد بهديهم | تناهى بك الدنيا إلى أسعد الجد |
فحسبك من نفس وكافيك من أب | وشرعك من عم وناهيك من جد |
بهم مد بحر الدين في كل بلدة | وهم تركوا بحر الأعادي بلا مد |
وهم عمروا الأيام من ساكن الهدى | وأخلوا غياض الشرك من ساكن الأسد |
وهم جردوا أسياف دين محمد | وخلوا سيوف الناكثين بلا حد |
وهم سلبوا التيجان كسرى وقيصرا | وحلوك تاج الملك فردا بلا ند |
دعائم سلطان وأركان عزة | بها وشجت قربى تميم من الأزد |
وما حفظوا أعلامها ونظامها | بمثلك من مولى ومثلي من عبد |
بما شدت فيها من سناء ومن سنا | وراق عليها من ثنائي ومن حمدي |
فما جلت الدنيا عروس رياسة | لملكهم إلا وفي صدرها عقدي |
ولا جاشت الآفاق من طيب ذكرهم | بجيش ثنا إلا وفي وسطه بندي |
بما بسطوا لي أيديا ملكت يدي | أعنة أعناق المسومة الجرد |
وما مهدوا لي من فراش كرامة | وما أتبعوني من لواء ومن جند |
وكم جللوني نعمة قد جلوتها | على غابر الأزمان في حلة الخلد |
فإن تمتثلها منهم في فذة | فكم حزتها منهم عداء بلا عد |
وإن تحبنيها عن تناهيك في النهى | فقدما حبانيها أبوك من المهد |
وإن عم أهل الأرض فيض نداكم | فإني قد برزت في شكركم وحدي |
بدائع أضحت فيكم آل يعرب | أوائل ما قبلي وآخر ما بعدي |
وما بعد عهدي عنك ينسي عهودهم | إليك بحقي من وفائك بالعهد |
ولا نأي داري عنك يبلي وسائلا | جلي بها قربي وفي بها بعدي |
فلا أخطأت أسيافكم سيف معتد | ولا خذلت أيديكم ظن معتد |
ولا زالت الأيام تشرق منكم | كما أشرق الإحسان من عندكم عندي |