ما أطبق الهم إلا ريثما انفرجا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما أطبق الهم إلا ريثما انفرجا | ما أطبق الهم إلا ريثما انفرجاولا دجا الخطب إلا وشك ما انبلجا |
ما كاد يبدو الضحى بالحزن مكتئبا | حتى رأينا الدجى بالنور منبلجا |
فاليوم قد لبس الإظلام ثوب سنا | في عقب ما لبس الإصباح ثوب دجى |
وأورقت شجر الدنيا لدن عريت | وعاد يشدو حمام الملك إذ نشجا |
بشر بالشمس إشراق الضحى فشفى | في إثر ناع نعى نجم الهدى فشجا |
رزء حكى كظم الأرواح أعقبه | صنع أعاد إلى أوطانها المهجا |
فأصبح الملك لا ربثا ولا خللا | وأصبح الدين لا أمتا ولا عوجا |
فلتهننا نعم الرحمن حين هدى | بعبده سبل الحق الذي نهجا |
بناصر الدين والإسلام مفتتحا | بيمنه كل باب للمنى أرتتجا |
يا بن الذي قاد من أذواء ذي يمن | عرفا بعرف المعالي والهدى وشجا |
من ذا ينازعك الملك الذي عمرت | به أوائلك الأحقاب والحججا |
وفي جبينك سيما الملك قد بهرت | وفي يمينك قدح الحق قد فلجا |
ما كان أول كرب جل فادحه | دجا فكنت لنا من همه فرجا |
فرب دهياء من خطب أضأت لنا | آراءك الزهر في آفاقها سرجا |
ورب يوم وأيام كشفت بها | عنا وعن مليكك المأزق اللحجا |
وعزمة لك يوم الروع صادقة | تركت صم الصفا في جوها رهجا |
ولجة من صفيح الهند خضت بها | من المنايا إلى نيل المنى لججا |
وكرة بعد أخرى في ندى ووغى | بنيتها لسماوات العلا درجا |
فما دعت غيرك الآمال حين دعت | ولا رجا غيرك الإسلام حين رجا |
ولا أتتك وفود الحمد عامدة | إلا تلقتك مشغوفا بها لهجا |
ولا تيممك التأميل مبتكرا | إلا ووافاك بالإنعام مدلجا |
ولا تقلبت في مثوى ولا سفر | إلا وذكرك في حلق الضلال شجا |
ولا نجا منك ذو غل ولا دغل | إلا إلى حكمك الماضي عليه نجا |
صبر كثهلان يوم الروع متئدا | جود كسيحان يوم المد معتلجا |
فيا معاديه أجفل ولا وزرا | ويا مؤمله أسرف ولا حرجا |
ولا تزل أيها الدهر السعيد به | بوجهه بهجا من ذكره أرجا |