الآن رد عنان الملك في يده
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
الآن رد عنان الملك في يده | وعاد نور الهدى في جفن أرمده |
ولاح قائد ذاك الثغر أوحده | في قصر مالك هذا الملك أوحده |
وعد من الله في إعزاز دعوته | وحاش لله من إخلاف موعده |
فليهنك اليوم يا شمس الوفاء له | بدر دنا منك طلابا لأسعده |
قادت إليك به في عهد موثقه | قلائد لم يضعها في مقلده |
ذخائر لك ممن أنت فاقده | ووارث الملك عنه غير مفقده |
محفوظة عند حر لا يحور به | عن يومه لك ريب الدهر في غده |
شمل من الدين منظوم له وبه | في حبل عهد ممر الفتل محصده |
من كل عاقد ميثاق يدا بيد | لم تخل فيها يد الرحمن من يده |
رأى نظام الأمان في تألفه | فطار نحوك خوفا من تبدده |
هديا تلقى هداه في اسم والده | وشيمة شمها في روح مولده |
واسم من السلم والإسلام أنشأه | بدء من الصدق عواد بأحمده |
في زهرة من وفاء العهد فاح بها | غمام أنعمكم في روض محتده |
لم تنبت الدمن السفلى مراعيها | ولا رعى في حماها كيد حسده |
مصغ إليك بسمعي سامع أذن | ومبهم الباب للواشين موصده |
بورافع لك من إذعانه علما | كموقد النار في علياء موقده |
يبأى بذكرك في أعواد منبره | حقا وباسمك في أسماع مسجده |
مهندا لك في يمناك قائمه | وعز نصرك في حدي مهنده |
تغمدته أياد منك أوضحها | إلى عداك بسيف غير مغمده |
وفي خيولك حاز الدرب يصعقه | بكل مبرق غيم الموت مرعده |
وعن قسيك رامي الروم منتحيا | بكل نافذ وقع النصل مقصده |
وفي سبيلك خاض البحر مقتحما | سبل الجهاد إلى غايات أجهده |
مغمض الطرف عن أغراض أقربه | سامي الجفون إلى آفاق أبعده |
فليس هادي القطا شراب أنقعه | ولا منيف الربى طلاع أنجده |
وإن أول مقتول بفطرته | شك من الغدر أرداه ولم يده |
حتى إذا النأي أدنى من توحشه | وفل قتل الأعادي من تجلده |
وغره بعد عهد منك أذكره | عهدا لقربك يبلى في تعهده |
ثنى إليك به من تحت رايته | رأي رأى في سناه نصح مرشده |
كأن من وجهك الوضاح قابله | نور أنار إليه وجه مقصده |
حتى استهل إلى يمناك مقتبلا | منها لأيمن إهلال وأسعده |
مستفتحا منك باب العز مبتدرا | في باب سدتك استكمال سودده |
قد شق درع التوقي عن توقعه | وجاب غيب التظني عن تودده |
إذ لم ترم خيلك الغزى بمكلئه | ولم يضع ثغرك الأعلى بمرصده |
فأي شمس أضاءت قبل مطلعها | له وبحر سقاه قبل مورده |
مقدما لسناه قبل مقدمه | ومشهدا برضاه قبل مشهده |
فأي مولى تلقاه فأسمعه | من بين شيعته الدنيا وأعبده |
بشراك هذا حباء البر فاحتبه | مني وهذا رداء العز فارتده |
فابلغ قصي الأماني يا مظفر في | مظفر المقدم الأقصى مؤيده |
في أكرم الذكر في الدنيا وأخلده | وأسعد الجد في الدنيا وأصعده |