كذا تتجلى الشمس بعد كسوفها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كذا تتجلى الشمس بعد كسوفها | وتبرز أغماد الوغى من سيوفها |
ويمرع بالأشجار عود ربيعها | ويونع بالأثمار كر خريفها |
ونعلم أن الله أبقى لأرضه | رعاية راعيها وعطف عطوفها |
ورحمته أبقت حياة رحيمها | ورأفته جادت بنفس رؤوفها |
حنانا على مكروبها وغريبها | وصنعا إلى مجهودها وضعيفها |
ويا عجب الأيام أخفرن ذمة | لملك متى تستوفه العهد يوفها |
وكيف أخافتنا الليالي على الذي | يقي عدو عاديها وخوف مخيفها |
وكيف انتحى صرف الخطوب لمهجة | بها أمن الإسلام جور صروفها |
وإن غرها بالجود خاتل طائف | تهجى لها الشكوى بغير حروفها |
فدب إليها في عديد عفاتها | وراح عليها في سمات ضيوفها |
فما ينكر الأوصاب متن مهند | معود قرع الباترات عروفها |
ولا بطن كف ما تغب كواكبا | تنوء بمنهل الغيوث وكوفها |
مقبل أفواه الملوك وظلها | سماء على مشروفها وشريفها |
ولا قدم لا تسأم الدهر ترتقي | ذرى كل صعب المرتقاة منيفها |
ولو يتعاطى عاصف الريح شأوها | لعاذ بأرجاء الفلا من عصوفها |
وإن نال يا منصور من جسمك الضنى | فأمضى اليمانيات حد تحيفها |
صفيحة ضرب شفها الهام والطلى | فراقت بمصقول الظباة مشوفها |
عنيف على الأبطال والبذل للهى | بكف على الإسلام غير عنيفها |
وإن أسبلت شكواك دمع أبيها | فقد أرقأت بشراك عين أسيفها |
وإن ذبلت من دوحة الملك نضرة | فما أوحش الدنيا جني قطوفها |
لمدت علينا ظلها من مهادها | ونور سناها من وراء سجوفها |
وإن طرحت عنها الرياسة حليها | وبدلها الإشفاق لوث نصيفها |
فوشكان ما عادت من الله نعمة | تجلت بها في تاجها وشنوفها |
فردت على الإسلام نور عيونهم | وأهدت إلى الأعداء رغم أنوفها |
بكر نواصي الخيل نحو ديارها | تنص المنى في نصها ووجيفها |
يشب سيوف الهند نور دليلها | ويعيي حساب الهند عد ألوفها |
وتنشئ ريح النصر منها سحائبا | تسح على الأعداء ودق حتوفها |
يقعقع رعد النصر من جنباتها | ويومض برق الفتح بين صفوفها |
وإن عجت يا منصور منها فأسوة | برد جنود المصطفى عن ثقيفها |
وصد هدايا البدن دون محلها | وقد أكل الأوبار طول عكوفها |
وإن رد زحف الخيل منك بأنه | فأعداؤها رهن بكر زحوفها |
وهل غادرت يمناك إلا ودائعا | ختمت عليها في مقر ظروفها |
عوائد طير في وكور بروجها | وحيات غور في بطون كهوفها |
تأتي نواصي الخيل معقودة بها | عهود مواليها وحلف حليفها |
كتائب يكسون الأباطح والربى | بخيل تليدات الوغى وطريفها |
ترد عيون الجو عن لمح أرضها | وتثني أنوف البحر عن سوف سيفها |
وتسمع خلدان الثرى من صهيلها | ويخرس جنان الفلا عن عزيفها |
إذا أرسلت فيها العيون تشكلت | نواظرها في سيرها ووقوفها |
لإيلاف شمل المسلمين برحلة | تشج بمشتاها كؤس مصيفها |
يقيها هجير القيظ ظل عجاجها | ومجمدة الأنهار نار سيوفها |
فلا أوحش الإسلام عام جهادها | ولا أنس الأعداء يوم خلوفها |
ولا خترت منك المكارم والعلا | صفاء مصافيها وإلف أليفها |
ولا انصرفت عنك الرغائب والمنى | ولا منك إلا مالئات كفوفها |
وإن رجعت عن صدق وعدك برهة | حواجب آمال الغريب بصوفها |