خلا الدهر من خطب يضيق له ذرعي
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
خلا الدهر من خطب يضيق له ذرعي | ومن طارق للهم يعيا به وسعي |
ومن مؤيد صماء تقصر من يدي | ومعضلة دهياء تكبر عن دفعي |
ومن فزع ينزو لروعته دمي | ومن نبأة يستك من ذكرها سمعي |
وكيف ودوني سيف يحيى بن منذر | بعيد المدى ماضي الشبا ساطع اللمع |
إذا انهل في الإسلام أرغد بالحيا | وإن حل في الأعداء أرعد بالصقعأ |
سنا لو عدانا منه أن يجلو العمى | لأشرق في النجوى وأبصر بالسمع |
تخللته من ليل هم كأنما | به تم ليل التم قطعا إلى قطع |
وشمت وراء الموت بارقة الحيا | وآنست من نار الوغى يانع النبع |
وقد نفقت بي سوق موت يقودها | سنا البارقات الصم والأسل الصمع |
أغالي بأثمان النوى بائع الردى | وأضعف صرفي ناجز الدم بالدمع |
لخطب أبوه البغي والحرب أمه | ودرت عليه فتنة حافل الضرع |
فوشكان ما شددت حيزوم حازم | على كبد للبين بائنة الصدع |
وقلت لمغنى الدار ربعك والبلى | وللمور والإعصار شأنك بالربع |
لعلكما أن تخلفا في معاهدي | زوافر صدري والسواكب من دمعي |
وأن تؤنسا ما أوحشت مني النوى | وأن ترفعا ما مزق الدهر من جمعي |
ولا زاد من دار الغنى غير حسرة | تجرعها حسبي وكظمي لها شرعي |
بلاغا لأقصى ما لعمري من مدى | ومبلغ أنأى ما على الأرض من صقع |
طوارق لم أغمض لهن على القذى | جفوني ولم أربع لهن على ضلع |
مددت بها في البيد ضبعي شملة | تباري زمانا لا أمد به ضبعي |
ولا مثلها في مثل همي ركوبة | ردعت المنايا إذا ركبت بها ردعي |
سمامة ليل بات مرتبك الخطى | ونكباء يوم ظل منقطع الشسع |
ومدرجتي في طي كل صحيفة | من الموثقات الفجر في خاتم الطبع |
إذا العقرب العوجاء أمست كأنما | أثارت عليها ثأر عادية اللسع |
وراقبها نجم الثريا بمطلع | كما انفرقت في العذق ناجمة الطلع |
وأبرزت الجوزاء صدر زمرد | محلى بأفذاذ من الدر والودع |
يشاكه زهر الروض في ماتع الضحى | على بون ما بين الترفع والوضع |
سريت دجى هذي وجبت هجير ذا | بأغول من غول وأسمع من سمع |
نجيبة هول القفر في مطبق الدجى | وصفوة لمع الآل في القنن الصلع |
فلأيا حططت الرحل عن مثل جفنه | وأطلقت عقد النسع عن شبه النسع |
فإن تؤو منها يا مظفر غربة | فنازحة الأوطان مؤيسة الرجعب |
وإن أعلقت في حبل ملكك حبلها | فحبل من الأحباب منصرم القطع |
وإن أخصبت في زرع نعماك رعيها | فكم قد تخطت واديا غير ذي زرع |
وإن أرفهت في بحر جودك شربها | فمن ظمء عشر في الهجير إلى تسع |
وإن تحي يا يحيى حشاشه نفسها | فنغبة حسو الموت موشكة الجرع |
أيادي مليك كلها بكر مفزعي | وليست ببكر في الأنام ولا بدع |
لفرع سما ثم انثنى داني الجنى | لأصل زكا ثم اعتلى باسق الفرع |
فأودق بالحسنى وأغدق بالمنى | وأثمر بالنعمى وأجزل بالصنع |
الملك ميراث تبع | بما قاد من جيش وأتبع من جمع |
وتوج من تاج وألبس من حلى | وقلد من سيف ودرع من درع |
وصفوة طي والسكون ومذحج | وكندة والأنصار والأزد والنخع |
ووتر مثاني المكرمات وماله | سوى سيفه في مقدم الروع من شفع |
وذو قلم ينسيك في صدر مهرق | صدور العذاري في القلائد والردع |
وإن لقي الأقران خط صدورها | بأقلام خطي وأترب بالنقع |
وكم أعجمت بالخفض في العجم أوجها | وبالكسر والإسلام بالفتح والرفع |
وكائن لها في كل ملك من العدى | وإن جل من فتق يجل عن الرقع |
ومن معقل أشر عن حوليه فاغتدى | أذل لوطء المقربات من الفقع |
قرعت ذراه يا مظفر قرعة | أصم صداها كل مسترق السمع |
وصبحته أسدا على مضرحية | تركن صفاة الشرك صدعا على صدع |
وويل لهم من وقعة لك خيلت | عليهم سماء الله دانية الوقع |
فمن مقر دار غير محمية الحمى | ومصرع قرن غير منتعش الصرع |
وأشلاء قفر شاكهت فيه ما عفت | خيولك من مغنى لهن ومن ربع |
بهام إلى هام كأن جثومها | بأطلالها مثوى أثافيها السفع |
فلا عدم الإسلام رعيك لا يني | ولا أمن الإشراك بأسك لا يرع |
ولا زالت الأعياد عائدة لنا | بملكك ما عاد الحمام إلى السجع |
ولا أخليت منك المصلى بمشهد | شهيد على ما أتقن الله من صنعأ |
ولا أوحشت ذكراك أعواد منبر | بداع لك الرحمن فيها ومستدع |
ولا رد من أعلاك لي فيك دعوة | تجلى إليها من سمواته السبع |
بمارشت من سهمي وأيدت من يدي | وجلت من ضري وأدنيت من نفعي |
فأصبح حمدي فيك ملتحم السدى | كما راح شملي فيك ملتئم الجمع |