لك البشرى ودمت قرير عين
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لك البشرى ودمت قرير عين | بشأوي كوكبيك الثاقبين |
مليكي حمير نشا وشبا | بتيجان السناء متوجين |
صفيي ما نمت عليا معد | وسيطي يعرب في الذروتين |
وسيفي عاتقيك الصارمين | وطودي مفخريك الشامخين |
هما للدين والدنيا محلا | سويداواهما في المقلتين |
نذرتهما لدين الله نصرا | فقد قاما لنذرك وافيين |
وما زالا لديك ولن يزالا | بأعباء الخلافة ناهضين |
شرائع كنت مبدعها وكانا | على مسعاك فيها دائبين |
وقاما في سماء علاك نورا | وإشراقا مقام النيرين |
فحاط الملك أكلأ حائطين | وحل الدين أمنع معقلين |
بحاجب شمس دولة عبد شمس | وسيف الله منها في اليدين |
وناصرها الذي ضمنت ظباه | حمى الثغرين منها الأعليين |
غذوتهما لبان الحرب حتى | تركتهما إليها آنسين |
وما زالا رضيعيها عوانا | وبكرا ناشئين ويافعينب |
فما كذبت ظنونك يوم جاءا | إلى أمد المكارم سابقين |
ولا خابت مناك وقد أنافا | على رتب المعالي ساميين |
ولا نسيت عهود الحارثين | ولا ضاعت وصايا المنذرين |
ولا خزيت مآثر ذي كلاع | ولا أخوت كواعب ذي رعين |
ولما استصرخ الإسلام طاعا | إلى العادات منك مبيين |
كما لبيته أيام تلقى | سيوف عداته بالراحتين |
تراث حزت مفخره نزاعا | إلى أبناء عمك في حنين |
وقدت زمامه حفظا ورعيا | إلى سبطي علاك الأولين |
فيا عز الهدى يوم استقلا | لحزب الله غير مواكبين |
ويا خزي العدى لما استتما | إليهم بالكتائب قائلين |
وقد نهدا بأيمن طائرين | وقد طلعا بأسعد طالعين |
وقد جاءت جنود النصر زحفا | تلوذ بظل أكرم رايتين |
كتائب مثل جنح الليل تبأى | على بدر الظلام بغرتين |
لكل مقضقض الأقران ماض | كأن بثوبه ذا لبدتين |
فتى ولدته أطراف العوالي | ومقعصة المنايا توأمين |
كأن سنانه شيعي بغي | تقحم ثائرا بدم الحسين |
وكل أصم عراص التثني | وذي شطب رقيق الشفرتين |
كأنهما وليل الحرب داج | سنا برقين فيها خاطفين |
أما وسناهما يوم استنارا | بنور الأبلجين الأزهرين |
وراحا بالمنايا فاستباحا | ديار لميق غير معردين |
وقد جاشت جيوش الموت فيها | بأهول من توافي الأيهمين |
كأن مجرة الأفلاك حفت | بها محفوفة بالشعريين |
وقد زمت ركاب الشراك منها | إلى سفر وكانا الحاديين |
وناءا بالدماء على رباها | حيا للدين نوء المرزمين |
لعزم موفقين مسددين | وبأس مؤيدين مظفرين |
وقد خسفا كرنة بالعوالي | وبوغة بادئين وعائدين |
لقد زجر الهدى يوم استطارا | إلى الأعداء أيمن سانحين |
وشام الكفر يوم تيمماه | بجند الحق أشأم بارقين |
فتلك مصانع الأمن استحالت | مصارع كل ذي ختر ومين |
لغاو سل سيف النكث فيها | كما نعب الغراب بيوم بين |
فأضحت منه ثانية لحزوى | وولى ثالثا للقارظين |
تناديه المعاهد ليت بيني | وبينك قبل بعد المشرقين |
لئن وجدته أشأم من قدار | لقد عدمته أخيب من حنين |
سليب الملك منبت الأماني | وفقد العز إحدى المينتين |
طريد الروع لو حسب الزبانى | تلاحظه لغار مع البطين |
وكل مخادع لك لم يخادع | حسامك منه حسم الأخدعين |
هوت بهم مواطئ كل غدر | إلى أخزى موارد كل حين |
لسيف لا تقي حداه نفسا | تراءى من وراء الصفحتين |
فباء عداك من خلف الأماني | ومن فقد الحياة بخيبتين |
فللإشراك كلتا الخزيتين | وللإسلام إحدى الحسنيين |
مغانم لا يحيط بهن إلا | حساب الكاتبين الحافظين |
كأن الأرض جاءتنا تهادى | بوجرة أو بشعبي رامتين |
بكل أغر سامي الطرف غلت | يداه للإسار بيارقين |
وأغيد أذهلت سيفاك عنه | هريت الشدق عبل الساعدين |
فيا سمر القنا زهوا وفخرا | بين الجحفلين |
ويا قضب الحديد خلاك ذم | بما أحرزت من قصب اللجين |
بطعن الأكرمين الأجودين | وضرب الأمجدين الأنجدين |
فلله المنابر يوم تبأى | بفتح جاء يتلو البشريين |
لئن كان اسمه في الأرض فتحا | فكنيته تمام النعمتين |
وخر لها الصليب بكل أرض | صريعا للجبين ولليدين |
مآثر عامريين استبدا | لساحات المكارم عامرين |
وهمات تنازع سابقات | إلى ميراث ملك التبعين |
هما شمسا مفارق كل فخر | فخل سناهما والمغربين |
وبحرا الجود ليثا كل غاب | فكل عدويهما بالعدوتين |
ويا قطب العلا مليت نعمى | تملاها بقرب الفرقدين |
فقرة أعين الإسلام ألا | تزال بمن ولدت قرير عين |