أهلا بمن نصر الإله وأيدا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أهلا بمن نصر الإله وأيدا | وحمى من الإشراك أمة أحمدا |
وسخا لأطراف الرماح بنفسه | شحا وإشفاقا على دين الهدى |
وبمن حمى التوحيد ممن سامه | خسفا فأصبح في المعالي أو حدا |
حتى أعاد الدين أبيض مشرقا | بسيوفه والكفر أدهم أسودا |
بسط الإله بسيفه وبرمحه | ظلا على الدين الحنيف ممددا |
بمكارم شهدت عليه بأنه | أندى الورى كفا وأطيب محتدا |
وشمائل لو شام رهبة سيفه | لغدا لرقتها الورى مستعبدا |
من أحرز الغايات أدنى شأوه | حتى تقاصر عن مساعيه المدى |
وسطا على الأعداء حتى لاغتدت | عنقاء مغرب في البلاد من العدى |
بعزائم في الروع قحطانية | تركت ديار الشرك قاعا فدفدا |
والقائد الميمون والقمر الذي | يجلو بغرته الظلام إذا بدا |
والأزهر الوضاح والملك الذي | لبس الندى والبأس ثوبا وارتدى |
إن يكن عن بعض النجوم بأسعد | فلقد تجلت كلها لك أسعدا |
فخرا لمصدرك الذي لم يترك | لظبى الصوارم في الأعاجم موردا |
لله في الإشراك منك وقائع | أربت على حرب الذنائب مشهدا |
لا مثل بربديل يوم حويتها | فخرا أغار على الزمان وأنجدا |
جردت للإسلام فيها صارما | عودته ضرب الطلى فتعودا |
وسللته لله فيها سلة | منعت صليبا بعدها أن يعبدا |
ووقفت دون الدير فيها وقفة | كانت لنصر الله فيها موعدا |
وقلنية أنشأت فيها عارضا | للحرب أبرق بالحتوف وأرعدا |
وبرأي عيني يوم خضت لفتحها | بحرا من البيض الصوارم مزبدا |
فرأيت ما استنزلت من نجم هوى | وشهدت ما حدثت عن ليث عدا |
والحرب قائمة تغص بنقعها | لمحا بنار المشرفية موقدا |
والشمس حيرى في السماء كأنها | ترنو إلى الدنيا بمقلة أرمدا |
والخيل تستلم الصعيد كأنما | تبغي إلى الجوزاء منها مصعدا |
ما إن ترى إلا خفوق مهند | كالبرق يقرع في المكر مهندا |
وثقوب أزهر كالشهاب مثقف | يهدى إلى ظلم النفوس به الردى |
فغدا إليها منك ليث خفية | ما راح إلا للفخار ولا غدا |
لا ترتضي للسيف سلة ساعة | حتى تراه في الكواهل مغمدا |
وتركت شنت اشتيبنا وكأنما | حطت سيوفك من عداها الفرقدا |
فقصرت مدتها بوقفة ساعة | أبقت لك الفخر الجليل مخلدا |
شيدت عز المسلمين بهدم ما | قد كان عز الكفر منها شيدا |
وتركت غرسية بنقمة غدره | بالروع في الأرض الفضاء مقيدا |
لهفان يجتاب النهار مروعا | بظباك والليل التمام مسهدا |
خزيان قد أوسعت حر بلاده | ودياره لهب السعير الموقدا |
قد غر أحزاب الكماة وما حمى | وأضل أشياع الضلال وما هدى |
إيها بني المنصور أنفسنا لكم | ونفوس من في الشرق والغرب الفدا |
اليوم أنسى فتحكم ما قبله | عظما كما نسا لفتحكم غدا |