بكسيت بدولتك الليالي نورا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بكسيت بدولتك الليالي نورا | واهتزت الدنيا إليك سرورا |
وإذا تأملت المنى ألفيتها | قدرا لكم ولنا بكم مقدورا |
وإذا تفاخرت الملوك وجدتم | من كل ملك أوجها وصدورا |
وخلعتم في العالمين مساعيا | حلينهن مفارقا ونحورا |
وإذا الدهور تساجلت ألفيتم | يا آل تبع للدهور دهورا |
من كل دهر لا يزال كأنه | لوح يلوح بفخركم مسطورا |
يتلى فتنشقه النفوس كأنما | بالمسك خط غواته الكافورا |
لكم سماء الملك ما زالت بكم | تزهى فتشرق أنجما وبدورا |
ولكم رياض الأرض تسقون الورى | نعما فتنبت حامدا وشكورا |
فتهن يا يحيى تراث مآثر | أحرزت منها حظك الموفورا |
من كل ذي ملك نموك فأنجبوا | بدرا لفجرهم المنير منيرا |
واستودعوك شمائلا ومحاسنا | كرمت فكنت بحظهن جديرا |
فوصلت ما وصلوا من النسب الذي | بذراك عوذ أن يرى مهجورا |
فحكمت في حكم بشمل جامع | نورين زادهما التألف نورا |
قمرين لم يعرف لتلك نظيرة | هذا ولا هذي لذاك نظيرا |
فلأمت شعبهما بسوق وليمة | راح الثرى بدمائها ممطورا |
تحكي مصارع من عداتك لم تجد | من حكم سيفك في البلاد مجيرا |
فجزرت حتى بات من عاديته | حذرا يراقب أن يكون جزورا |
ورفعت في ظلم الدياجي عنهما | شقرء بات لها السماك سميرا |
نارا تمثل تحت ظل دخانها | كسف العجاج وسيفك المشهورا |
وتخالها زهر الكواكب تحتها | قمرا تغشى دونها ساهورا |
في مشهد أمسى نذيرا للعدى | وغدا لنا بالقرب منك بشيرا |
ندعى له الجفى فحسبك طاعة | ممن يجيبك مغنما ونفيرا |
ولمن يرى خفض النعيم محرما | يوما تريه لواءك المنشورا |
فجلوت من صدف المقاصر درة | حليت منها أربعا وقصورا |
فكسا المنازل مطعما ومشاربا | وكسا الأسرة نضرة وسرورا |
كلا كسوت درانكا ونمارقا | وزرابيا وأرائكا وخدورا |
وتتابعت منك الجنود كأنما | يطأون منها لؤلؤا منثورا |
وتلألأت فيها بروق مجامر | يكسون أصبار المسوك صبيرا |
هطلا بماء الورد سح كأنما | والى فروض سندسا وحريرا |
يوم لك اكتتبت شهادات الندى | بالمسك في صحف الوجوه سطورا |
تبدو فنقرأ في بيان خطوطها | جدوى يديك وسعيك المشكورا |
لله أم مهيرة لم تعتقد | في مهرها العلق الخطير خطيرا |
زفت إلى حكم بحكمك فاغتدى | ملكا مليكا عندها وأميرا |
والسعد قد شمل السماء كواكبا | واليمن قد حشد الهواء طيورا |
ولو ابتذلت بها مخفة والد | لم تعطها إلا السيوف مهورا |
ولما جزرت لها وليمة معرس | إلا الضراغم عاديا وهصورا |
ولكان يوم الزحف موقد نارها | حربا تفور مراجلا وقدورا |
ولما رفعت لهسا دخانا ساطعا | إلا عجاجا في السماء ومورا |
حتى تئوب وقد ملأت بلادنا | نعم العدى والناعمات الحورا |
فتملاوا يا آل يحيى عمركم | في ملك يحيى بالمنى معمورا |
وسقيتم ورعيتم بحياته | ورقيتم من فقده المحذورا |